IMLebanon

فارس سعيد: 14 آذار 2015 فرصتنا الأخيرة

يتشوّق منسّق الأمانة العامة لفريق 14 آذار فارس سعيد إلى زمن كانت كتِفه فيه لا تفارق كتِف سمير جعجع وسعد الحريري وأمين الجميل في فندق البريستول، لذا هو توّاق دائماً إلى لمّ الشمل. محاولة تلوَ أخرى، يكرّرها سعيد عشية ذكرى الانطلاقة كل عام، آملاً أن تُحرّك ركودهم، على قاعدة «ذكّر إن نفعت الذكرى»!

حتى الآن، لم ينتهِ نائب جبيل السابق من وضع برنامج لمهرجان 14 آذار هذا العام، في انتظار مرور مناسبة 14 شباط التي ينظّمها تيار المستقبل، ويتحدّث فيها الرئيس سعد الحريري. في انتظار ذلك، لا يجلس «عاطلاً من العمل». قبل أيام من «14 شباط»، لا يزال ينظر إلى الانقسام داخل مكوّنات فريقه على أنه «فسيفساء وتنوّع». ولأنه مقتنع بذلك، فهو كان مشغولاً في الأسابيع الماضية في صياغة ورقتين، على شكل وثيقة، يحثّ فيهما المكوّنات الآذارية على توحيد الرؤية من جديد. لا يكلّ سعيد ولا يمّل ولا ييأس. بحسب مصادر في فريق 14 آذار «وصل أخيراً إلى تيارات هذا الفريق وأحزابه، عبر ممثليهم في الأمانة، ما يشبه الخطاب التعبوي، الذي يطلب فيه المنسق التحرّك لإعادة النهوض بثورة الأرز، لأن هذا العام ستكون فرصتنا الأخيرة».

يُسجَّل لسعيد في هذه الوثيقة أنه اعترف بأنه كان لفريق 14 آذار «نصيب من الأخطاء»، بعدما بدأ صياغته بإلقاء اللوم على حزب الله وفريق الثامن من آذار وسوريا وإيران وكل «محور الشرّ» الذي «يحاول إبادة هذا البلد». وممّا جاء في دعوته، كما تقول المصادر أن «فريق الرابع عشر من آذار قدّم التنازلات الواحد تلوَ الآخر، وهو يسير في شكل انحداري حتى باتت الهزيمة بالنسبة إليه سلوكاً معتاداً».

المطلوب خطاب تعبوي لإعادة النهوض بـ «ثورة الأرز»

في رسالته، هذه يؤكّد أن «مشكلتنا هي في عدم الالتفات إلى تطوير بنيتنا الداخلية، حتى إننا اختزلنا حركتنا بثلاثة أحزاب فقط، بدلاً من إنشاء أطر ومؤسّسات تستوعب الناشطين البارزين وإشراكهم في المداولات، والاستفادة من قدراتهم». ولا ينسى سعيد «الجمهور الذي خيّبنا آماله حتى بات هو نفسه مقتنعاً بأن 14 آذار استُنفدت، وهي إلى زوال ولا فائدة من إنعاشها»!

ولأن الوحدة هي شعور لا شعارات، فلا بد، بحسب ما ذكر سعيد في دعوته، من «مواجهة التحديات القائمة، كل فريق من مربّعه الضيق مع ما ينطوي على ذلك من مخاطر، لأن بثّ الروح في ثورتنا اليوم ضروري أكثر من أي وقت مضى». وطلب «إظهار رغبة حقيقية في معالجة أوجه القصور، والاستعداد للانطلاق من جديد على أسس صحيحة»، لكن كيف؟

لم ينس سعيد أن يضمّ إلى ورقته هذه، ورقة أخرى تتضمن مشروع عمل ينصّ على الآتي: «في الذكرى العاشرة لم يعُد في الإمكان الاحتفال بالطريقة المعتادة كما في كل عام، لأن ذلك سيُفهم عند الفريق الآخر أن شيئاً لم يتغيّر». لذا يقترح سعيد على ما تقول المصادر «برنامجاً حافلاً يليق بالذكرى، يتضمّن نشاطات تمتّد شهراً كاملاً، من 14 شباط حتى 14 آذار، لا تقتصر على الاحتفالات بل تضاف إليها خلوات وورش عمل لتقويم تجربة ثورة الأرز، واستخلاص الدروس والتخطيط للمستقبل، مع استحداث مؤسسات مشتركة تعزّز القدرة على النجاح، هذا إن أرادت هذه المكونات أن يُكتَب له النجاح». ويختم سعيد قائلاً «2015 فرصتنا الأخيرة»!