IMLebanon

المشهد الانتخابي في صيدا: جسّ نبض وحرق أسماء بعد عزوف “العمّة”

 

التحالفات ضبابية والحظوظ بالفوز مرتفعة وشهية الطامحين مفتوحة

 

 

قرار عزوف النائبة بهية الحريري عن خوض الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، التزاماً بقرار رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، رفع حظوظ فوز المرشحين السابقين عن أحد مقعدي المدينة، بل فتح شهية طامحين كثر للترشح.

 

والقرار ذاته، لم يخلط أوراق التحالفات فقط بل زاد من ضبابية المشهد في دائرة تعتبر من الدوائر الأكثر تعقيداً وغموضاً، إن على صعيد التحالفات أو على صعيد القوى السياسية الداعمة لكل مرشح، ما أثار تساؤلات حول سبل تعاطي «التيار الأرزق» مع هذا الاستحقاق، لا سيّما أنّ الحريري شكّلت أحد أعمدته على مدى ثلاثة عقود متتالية أي منذ إجراء أول انتخابات في العام 1992 حتى اليوم.

 

وتؤكد مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن» أن «المستقبل» في المدينة يدرس 3 خيارات أمامه: العزوف عن الاقتراع، ترك الحرية للناخبين من دون تشجيع أو استنكاف، أو دعم ترشيح قريب لكن خارج التيار وهذا مستبعد أقلّه في المرحلة الحالية، على اعتبار أن «العمّة» قرّرت الاستمرار بتحمّل مسؤولياتها تجاه المدينة وقضاياها، كاستمرار لمشروع الشهيد رفيق الحريري وخاصة ما يتعلق بالتنمية والتربية.

 

ووفق المصادر، فإن بعض الجهات بدأ يسرّب أسماء قريبة منها كخيار وسط مقبول من بعض الأطراف الصيداوية وخاصة الحريري، وفي حقيقة الأمر هو جسّ نبض لا أكثر طالما لم يطرح التوافق على أي مرشح جماعي، والأمر متروك لكل جهة لفعل ما تريد، وما يجري حاليا قد يكون لحرق أسماء قبل أوانها.

 

مشهد معقد

 

وفي جولة سريعة، يبدو مشهد التحالفات الانتخابية لملء المقعد السني الثاني في صيدا معقّداً ومحكوماً بتحالفات صعبة ومتشابكة، إما بفعل الماضي وأحداثه الأليمة، أو لاستبعاد تكرار تجربة دورة 2018، أو لرغبة أحد أركانه بفكّ التحالف الانتخابي لالتزامه بنهج يتّبعه في كل خطاباته ولارتباطه بصدقيته السياسية، وهو ما ينطبق على الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، وقد قرّر خوض الاستحقاق من دون التحالف مع قوى السلطة، أي حركة «أمل» و»حزب الله» وقد باشرا بالفعل رحلة البحث عن دعم مرشح بديل، فيما يبحث هو عن نسج تحالفات مع مرشحين وليس قوى سياسية في عروس الشلال جزين لتأمين الحاصل الانتخابي.

 

الدكتور عبد الرحمن البزري، سليل البيت السياسي والطبي العريق وكامتداد لإرث والده الوزير والنائب السابق نزيه البزري، فإن حظوظ فوزه ارتفعت إذ إنه حصل على أعلى حاصل انتخابي بين المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز في الدورة السابقة، وهو يدرس كلّ خياراته بتأنٍ شديد وبعيداً من الإعلام ويساعده أنّه أدّى دوراً رئيسياً في خطة التصدي لجائحة «كورونا» ودخل كل البيوت عبر شاشات التلفزة ولديه خدمات واستشارات طبية لا تعدّ ولا تحصى في هذا المجال.

 

أما المسؤول السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» الدكتور بسام حمود، فحظوظه بالفوز مرتفعة أيضاً، لاسيما إذا نجح في نسج تحالف قوي مع إحدى القوى أو أحد الأطراف وهو التقى مندوبين عن بعضها واتفق على مواصلة اللقاءات لاتخاذ القرار المناسب على ضوء اتّضاح صورة التحالفات، وقد أنهت «الجماعة» تشكيل كافة ماكيناتها الانتخابية ودعت للمشاركة في هذه الانتخابات ترشحاً واقتراعاً.

 

بينما رجل الأعمال رئيس «تجمع 11 آذار» مرعي أبو مرعي الذي خاض الانتخابات عبر دعم ابن شقيقته سمير البزري، متحالفاً مع «القوات» و»الكتائب»، يتأنى هذه المرة في إعلان موقفه النهائي ويدرس الاحتمالات كلّها، وسط اتجاه يميل إلى عدم الترشّح، والاكتفاء بالكتلة الناخبة بعدما نال البزري نحو 1200 صوت في الدورة الماضية.

 

وعلى مستوى الحراك وثوار 17 تشرين، فإن أسماء عدّة بدأت تعلن وأبرزها أسماء الناشط اسماعيل حفوظة، الشيخ محيي الدين عنتر وهانية الزعتري في صيدا، بينما أعلنت «القوات اللبنانية» دعم ترشيح الدكتورة غادة أيوب عن المقعد الكاثوليكي.