كيف ينظر الناخبون إلى المرشحين… من الخطاب إلى الهندام؟
بدأ الصيداويون والجزينيون في دائرة صيدا – جزين، ينخرطون في الأجواء الانتخابية، مع بدء العدّ العكسي لموعد الاقتراع في 15 أيار ونشاط المرشحين في جولاتهم في كافة الاتجاهات، من روابط العائلات والقطاعات المهنية وصولاً إلى الميدان، غير أن ما يميّز هذه الدورة هو تغيير أسلوب الإقناع من عنوان الخطاب حتى الهندام.
المزاج الصيداوي الذي بدا أقرب إلى الاستنكاف أولاً مع غياب تيار «المستقبل» عن المشهد السياسي وعزوف «العمة» النائبة بهية الحريري، بدأ يتغيّر تدريجياً إلى مرحلة القبول، مع إجماع كل المرشحين في الدائرة على دعوة الناخبين إلى الاقتراع بكثافة والتعبير عن رأيهم بغض النظر عمّن ينتخبون وربما يصلون في الأيام الأخيرة إلى حماسة، إذ المعركة حامية الوطيس وتبدو على الصوت الواحد مع تساوي حظوظ مرشحين بالفوز عن أحد المقعدين السنّيين في صيدا.
ويركز المرشحون في خطابهم على ما يحاكي معاناة الناس في ظل الأزمات، يؤكدون أن الاقتراع قد يحدث فرقاً في التغيير خاصة مع اندلاع انتفاضة 17 تشرين وكسر المواطنين حاجز الخوف، ومع غياب الحديث عن المحادل وتوقع الفوز المسبق والمال الانتخابي خلافاً للدورات السابقة.
ويقول المرشح في لائحة «قادرين» الناشط في حراك مجموعة «صيدا تنتفض» اسماعيل حفوضة لـ»نداء الوطن»، إن الخطاب الانتخابي تغير اليوم وهو بات أقرب إلى دوره الأصلي، فدور النائب ليس تقديم الخدمات والقيام بالواسطات والتوظيفات، وإنما التشريع واقتراح مشاريع القوانين والعمل على إنماء المنطقة، مشيراً إلى أننا بدأنا نلاحظ الابتعاد عن البرستيج والشكليات إلى جوهر الخطاب في الإقناع، لأن الناس بعد انتفاضة 17 تشرين باتت واعية أكثر وقادرة على التمييز وأملنا أن نجعل الانتخابات والأزمات التي نعيشها فرصة… للتغيير.
ووفق مراقبين، فإن الاقتراع في الدورات السابقة كان يقوم بشكل عام على العاطفة والولاء السياسي أو العائلي أو الاستفادة من الخدمات العينية أو المالية وقلة على القناعة وتأييد البرامج الانتخابية، وبعد انتفاضة تشرين يراهن كثيرون على تبدل المزاج نحو التغيير.
ويقول المرشح في لائحة «نحن التغيير» المدعومة من حراك «إئتلاف ثورة تشرين» العميد المتقاعد جوزيف الأسمر لـ»نداء الوطن»: «خطابنا السياسي والانتخابي واحد، لا فرق بينهما، وهو خطاب 17 تشرين، يقوم على مبادئ الثورة والتغيير»، داعياً الناخبين «إلى تحمل المسؤولية في حسن الاختيار بين المرشحين»، مؤكداً «أننا لا نملك المال ولا بدل النقل ولا ندفع لأحد كي يصوت للّائحة، لأننا على قناعة أن الناس سينتخبون على أساس مشروع الثورة والتغيير، ونطمح أن نجمع حاصلاً انتخابياً سواء في صيدا أو جزين، ولا نعمل على الصوت التفضيلي كأولوية، وإذا حقق أحدنا الفوز سنقوم بإنشاء مجلس سياسي لدائرة صيدا – جزين لنكمل مشوار المعركة والتغيير».
وفي هذه الدورة، ينظر الناخبون بعين مختلفة إلى المرشحين حتى في المظهر وليس إلى الخطاب فقط، بعدما حرص كثيرون على ارتداء الهندام ليلائم الجولات الانتخابية الشعبية أو القطاعات المهنية والمؤسساتية، ويقول علي بلطجي: «المرشح اليوم تحت النظر من الخطاب إلى الهندام وفي كليهما يستطيع إقناع الناخبين أو الإخفاق. الناس طفقت الشعارات الفضفاضة وتريد ما يمكن تحقيقه لتخفيف المعاناة الاقتصادية والمعيشية والعيش بكرامة».