IMLebanon

“التيار” يتحالف مع رمز التطرّف في صيدا…”ومش حاصل عالحاصل بجزين”!

 

يخوض «التيار الوطني الحرّ» معركة جزين – صيدا وهو في قتال تراجعي بعدما فقد الكثير من شعبيته وحتى مصداقيته نتيجة سياسات العهد والتحالفات التي يبرمها.

تضم دائرة جزين – صيدا 5 مقاعد، ويوجد مقعدان للسنة في صيدا و2 موارنة وواحد روم كاثوليك في جزين، وقد خاض «التيار» أول معركة فعلية في انتخابات 2009 وفق قانون القضاء وفاز بمقاعد جزين الثلاثة، واستفاد من القانون الإنتخابي النسبي ورفض تيار «المستقبل» التحالف مع «القوات اللبنانية» في انتخابات 2018 وحصد المقعد الماروني والمقعد الكاثوليكي في جزين.

وانتخب في دائرة جزين – صيدا في آخر انتخابات 64916 مقترعاً، وكان الحاصل الأولي المؤهل للوائح 12983 صوتاً، وحصلت لائحة «جزين وصيدا معاً» المدعومة من «التيار الوطني الحرّ» على 20127 بعدما مدّها المرشح الصيداوي الحليف عبد الرحمن البزري بـ3509 أصوات وبسام حمود بـ3204 أصوات، في حين حصل مرشحو «التيار» على 12996 صوتاً كالآتي: زياد أسود 7270 صوتاً وأمل أبو زيد 5016 صوتاً وسليم الخوري 708 أصوات.

اليوم يخوض «التيار الوطني الحرّ» معركة جزين – صيدا، وشكّل لائحة تألفت من أسود والخوري وأبو زيد في جزين وتحالف مع محمد القواس وعلي الشيخ عمّار في صيدا، في وقت تحالف البزري مع النائب أسامة سعد.

وبالعودة إلى أرقام آخر انتخابات، فقد استفاد «التيار» من عدم وصول لائحة «القوات» للحاصل فحصل على مقعدين، وبالتالي فإن كل مجموع أصواته كان فقط حاصلاً واحداً.

وبالنسبة إلى الإنتخابات الحالية، فقد أصابت الجسم البرتقالي عدّة ضربات في جزين – صيدا، وتتمثّل الضربة الأولى بغضب الناس من سياسات العهد وفشله في كل الملفات وهذا الأمر يؤدّي حكماً إلى تراجع شعبية «التيار»، أما الأمر الثاني فيتمثّل في دعم «حزب الله» وحركة «أمل» للائحة النائب إبراهيم عازار ما يُفقد «التيار» أصواتاً شيعية.

أما النقطة الثالثة فتتمثل بالصراع الحاصل داخل لائحة «البرتقالي»، فأسود لا يريد أبو زيد والأخير انسحب من المعركة قبل تدخّل القصر الجمهوري وطلب الرئيس ميشال عون عودته، في وقت فقد «التيار» حلفاءه السنة الأقوياء في صيدا، أي البزري وحمود، ما يُفقده أكثر من 6000 صوت صيداوي.

وكانت الصدمة الكبرى للجمهور الجزيني عموماً والعوني خصوصاً هي في إبرام تحالف مع علي الشيخ عمّار، وهذا الرجل يحمل أفكاراً متطرّفة ولم تستطع «الجماعة الإسلامية» تحمّل تطرّفه وتمّ فصله منها، وهذا الأمر دفع كل عوني إلى طرح سؤال كبير وهو هل وصل الكذب في السياسة إلى هذا الحدّ، فمن جهة يدّعون أنهم يحاربون التطرف والأفكار «الداعشية» ومن جهة ثانية يتحالفون مع رمز التطرّف في صيدا؟

ويدعو هذا التحالف جمهور «التيار» الناقم على سياسة قيادته إلى عدم الإستغراب مما تفعله، خصوصاً أنهم بنوا سياستهم على التحريض على رئيس مجلس النواب نبيه برّي ووصف رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل له بـ»البلطجي»، ويتّهمونه بأنه يعطّل العهد وهو «يلي ما خلاهم»، ومن جهة ثانية يتحالفون معه في كل الدوائر، ما يدفع البعض إلى الإنتفاضة على هذا السلوك خصوصاً أن نائبهم زياد أسود هو الأخير لا ينفكّ يحرّض على برّي.

وأمام هذا الإنفصام في سياسات «التيار» يعمد بعض الواعين في جزين ومن ضمنهم ناشطون من «التيار»، إلى التحذير من مغبة التصويت للائحة البرتقالية لأنها ترفع حظوظ وصول عمّار إلى مجلس النواب، لأن هذا القانون يسمح بكل الأمور بالحصول حتى لو نال عمّار بضع مئات من الأصوات خصوصاً مع غياب قوة تيار «المستقبل» التي كانت قادرة على حجز مقعد سني. فعلى سبيل المثال فإن النائب الأرمني في زحلة إيدي دمرجيان فاز بنحو 70 صوتاً في حين خسر النائب نقولا فتوش الذي حصد أكثر من 5000 صوت.

وأمام كل هذه الوقائع، فإن وضع «التيار الوطني الحرّ» ليس بأفضل حالاته في جزين – صيدا، فمن جهة هناك الخلافات الداخلية، ومن جهة أخرى فإنه قد يساهم في وصول المتطرّفين إلى مجلس النواب حتى لو حصد مرشحوه في جزين آلاف الأصوات، بينما الحقيقة وبالحسابات فإنه قد لا يصل إلى الحاصل.