IMLebanon

الأسمر لـ”الديار”: لا انتخابات رئاسيّة قبل انتهاء التغييرات الإقليميّة الدستور فوق الجميع … ولا يستطيع أحد فرض هيمنته 

 

 

يعيش لبنان حالة ترقّب ثقيلة، مع توسيع “إسرائيل” من عدوانها على الجنوب، وتماديها في إجرامها إلى أقصى ما يمكن، في موازاة الخشية من انزلاق الأوضاع إلى حدود حصول حرب إقليمية تشعل المنطقة بأكملها، لا سيما بعد استهداف الحوثيين بالأمس، ومن خلال طائرة مسيّرة “تل أبيب”، وردود الفعل على هذه العملية التي خرجت عما هو متّفق عليه.

 

وفي هذا السياق، ورداً على سؤال حول الرسائل التي أراد الحوثي توجيهها من استهداف “تل أبيب”، يقول عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر لـ “الديار”، أنه “من الممكن أن يكون هذا التصعيد الحاصل من أجل الإيحاء بأنهم مستعدون لإشعال الجبهة بكاملها، وللأسف قد يكون لبنان من سيدفع الثمن الأكبر كوننا الأقرب إلى “إسرائيل”، حتى ولو أن الأمور لا زالت مضبوطة، وأرى أن قصف “تل أبيب” هو بمثابة رسالة بأن الحوثيين، وفي حال لم تذهب “إسرائيل” إلى أي هدنة، قد يدخلون المنطقة في الحرب الشاملة والموسّعة من خلال الأذرع الإيرانية، لتحويل الحرب إلى إقليمية، وهذه رسالة تمكّن إيران من تقوية ورقة تفاوضها. وبالتالي، فإن الأمور ذاهبة باتجاه الأسوأ وتتطور، ولا نعرف في أي لحظة يمكن أن تتأرجح نحو الأسوأ لسببين: الأول أن “إسرائيل” بماكينة الإجرام التي بحوزتها تريد أن تحقّق أهدافها وتؤمِّن استقرار المستوطنين مهما كانت الأثمان، وثانياً أن إيران، وبما أنها ليست بخاسرة كونها تحارب من خلال ذرائعها، بإمكانها فتح أي حرب وإشعال المنطقة بحرب إقليمية عندما ترى أن الأمر يناسبها، وهذه رسائل متعدّدة باتجاه “إسرائيل”، ومن يدعمها في المجتمع الغربي والولايات المتحدة الأميركية بالتحديد”.

 

وعن مبادرة المعارضة، وما إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، يقول أن “مبادرات المعارضة شبيهة إلى حدٍّ ما بغيرها، ولكننا أردنا من خلال هذه المبادرة إظهار أن الكتل النيابية بإمكانها الإجتماع مع بعضها البعض وتتشاور وتتناقش لإيجاد الحلول، وليس من خلال أعراف جديدة تحت سلطة الرئيس نبيه بري، لأنه يريد أن تقطع رئاسة الجمهورية وبالقوة في ممر مجلس النواب، ومن خلال سابقة لا مثيل لها وتكرّس أعرافاً جديدة غير دستورية وغير منطقية، وبالمقابل، نقول إذا كنتم جديين بضرورة حصول التحاور والتشاور فالمنطق يؤكد أنه سائر وبالإتجاه الصحيح، ويحصل تحت قبة البرلمان وبين كافة الكتل، ولا يوجد أي مشكلة في ذلك. ولكن وللأسف أن الأمور ذاهبة باتجاه المزيد من التشبّث والنكد السياسي، لأنهم ربطوا ملف رئاسة الجمهورية بالوضع الإقليمي وبغزة، ما يؤكد بأنهم لا يريدون لا رئاسة جمهورية ولا مؤسسات ولا دستور، يريدون السيطرة على البلد بطريقة بأي طريقة وهم لن يقبلوا بحصول الإنتخابات بعد انتهاء الحرب وانتظار التغييرات الإقليمية كيف ستسير”.

 

واشار الى ان “الواقعية السياسية تقول أن لا انتخابات رئاسية قبل الإنتهاء من التغييرات الإقليمية والحرب الحاصلة في المنطقة كي يقتنع حزب الله أنه لا غالب ولا مغلوب في لبنان، إنما علينا أن نعتاد جميعاً كأفرقاء سياسيين أنه علينا أن نعيش مع بعضنا البعض، وليس بإمكان أي أحد وتحت سلطة السلاح فرض رغبته على الآخر، لأننا لن نرتاح ولن نستسلم، ولن نقبل بسلطة السلاح على رأس الدولة”.

 

ويشدد الأسمر على أن “الدستور هو فوق الجميع وليس بإمكان أي كان خرق هذا الدستور، وإذا تمكن على خرقه لمرحلة قليلة، لا بد أن يستقيم الوضع وتعود الدولة إلى ما كانت عليه، ويعرف أن كل ما كان يقوم به ليس لمصلحة شعبه، وإذا كان لمصلحته الصغرى والضيقة لمرحلة صغيرة، عليه أن يتعلّم من تجارب الماضي أنه ليس بإمكان أحد فرض هيمنته لا بسلاحه ولا بقوته، إنما علينا أن نتعوّد الجلوس مع بعضنا البعض ونحل الأمور بإيدنا، والدستور هو فوق كل اعتبار”.