من هم هؤلاء القادمون من تيولوجيا التجسد وانتروبولوجيا الارض والقداسة والتصوف والريادة والابداع من هم هؤلاء القادمون من اوكار النسور وشلوح الارز وبخور وصلاة النساك في الوادي المقدس وبراد.
من هم هؤلاء المتصومعون في جرود الجبال ومغائر الوديان من تلة قورش الى تلة عنايا الى غابة ارز الرب وجبل بقاعكفرا صلبانهم من خشب وقلوبهم من ذهب متوشحون بمشالح الزهر والنسك والفقر والتجرد والصوم والصلاة وركوع الليل على طبق من قصب يلبسون المسح وجلد الغنم ويشدون بزنار من وبر قاس حقويهم…
تسألهم النسور والعقبان من انتم فيكون جوابهم بالصمت ومزامير الليل والصباح. مستقرون في الاعالي يحملون رسالة حب وحرية واخوة وعدل وحق ومساواة بين الناس وبين الرجل والمرأة. يتحلون بالوداعة والمسالمة وسكينة الروح والقلب بقناعة كل غناها من الانجيل وكتاب للصلاة الشحيحة والشبية…
المارونية تجسيد قيم الانجيل والارض والوطن والحرية والكرامة والمحبة.
ولولا المارونية لما وجد لبنان. انها مسؤولية الموارنة الاساسية والكبيرة فاذا توانوا وقعنا جميعاً في الخيبة والبلبلة والفشل واذا حزم الموارنة امرهم رفع مجد لبنان عالياً في رسولية البداعية محبة تكللها القداسة ومجد لبنان.
لبنان هو عمل الموارنة. لقد جعلوا منه فردوسا للحرية والخير وحوار الحضارات والحب والجمال وارضاً جللوها فصارت جنة خضراء.
تميزوا بانتاج القداسة والفكر والشعر والنهضة والريادة والاقدام.
المارونية تأسست على راهب وليس على بطريركية او مدينة واعطاها هذا الراهب بعد العري والعزاء والتجرد والعلاقة مع الكون والارض والطبيعة والانسان وتميزت بالزهد والنسك والتجرد والفقر والوداعة والبساطة والصلاة والبعد المريمي في صلاة المسبحة وتكريم ام الله مريم العذراء التي يرتل لها صلاتك معنا يا اطهر العباد كوني عوننا حسب المعتاد انت يا سيدة الشبانية المنمشة الوجه.
الموارنة ومار مارون علاقة وجودية جوهرية تحمل الهوية والرسالة ولبنان تجسيد فعل ماروني من القداسة والبطولة.
كل معنى الوجود والرسالة المارونية يُنبع من شخصية الراهب الزاهد والناسك في العراء مار مارون فمنه تنبع كل المعاني والرموز والدلالات والمسؤولية المارونية امام التاريخ ولبنان الذي اعطى له مجد الموارنة من معرة النعمان الى افاميا الى براد الى قلعة سمعان الى جبال لبنان والوادي المقدس الى قبرص الى سوريا الى مصر الى الانتشار رمز واحد يوحد جميع الموارنة الا وهو شخص البطريرك الماروني حامل الوديعة والامانة للتاريخ والتراث والهوية والشخصية المارونية ذات الطابع الفريد والمميز والامين على الكاثوليكية المتمثلة بكرسي بطرس: ايماني ايمان بطرس.
من انطاكية الى معرة النعمان الى قلعة سمعان الى افاميا الى الوادي المقدس الى تلة عنايا الى مسار واحد من الزهد والنسك والتجرد والبساطة والتقوى والحشمة والعفاف والعائلة المباركة الى قنوبين الى يانوح الى ايليج الى ميفوق الى الديمان الى بكركي. مجد لبنان اعطي له.