الله يراني. وكنت شاطراً وصرت قديساً يا من كنت تقول: «الشاطر يلي بيخلص نفسو».
} اليوسفيون القديسون }
ولد الاب نعمة كساب الحرديني في قرية حردين من «معاملة» البترون سنة 1808 ودعي اسمه في المعمودية يوسف. وكذلك القديس شربل كان اسمه في المعمودية يوسف… والطوباوي الاخ اسطفان كان اسمه في العماد يوسف.
} يا معلمي }
ارسل الى مدرسة الرهبان البلديين في دير حوب القريب من تنورين وتعلم هناك اللغتين العربية والسريانية واتقن ايضاً علم الحساب من هنا كان يقال للراهب يا معلمي. راح بعد هذا يوسف ساعد والده جرجس كساب في حراثة الارض بنشاط.
} الى دير قزحيا وكذلك شربل }
في سن العشرين ذهب يوسف الى دير قزحيا وهكذا سيفعل شربل وعندما ابرز نذور اتخذ اسم نعمة الله. وكان يومها رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية العام، الاب اغناطيوس بليبل الذي ادار شؤون الرهبانية لاكثر من مدة ثلاثين عاماً.
} كفيفان مدرسة
لاهوت وقداسة }
وانتقل الاخ نعمة الله الى دير مار قبريانوس ويوستينا — كفيفان في بلاد البترون ليدرس هناك اللاهوت ليستطيع الحصول على درجة الكهنوت المقدس. وارسله رؤساؤه الى دير مار موسى الحبشي في الدوار يرتاح ويخرج من قلقه ووسواسه كما انه اتى الى دير ميخائيل بحرصاف.
سنة 1833 رقاه الى درجة الكهنوت المطران سمعان زوين النائب البطريركي بأمر من غبطة البطريرك يوسف حبيش. كان يومها عمر الاخ نعمة الله 25 سنة.
} مديراً ومعلماً ومثالاً }
وراح يعيش كالملاك في شبه انسان معترفاً يومياً بخطاياه قبل التقدم الى مذبح الرب لاقامة الذبيحة الالهية.
على وجهه يبان فرح داخلي وشخصه مطبوع بالتقوى والرقة واللطف مكرساً ذاته لمريم العذراء. ويصوم من الصباح الى الظهر مدة خمس وعشرين سنة عائشاً طائعاً فقيراً طاهراً متواضعاً ومع كل هذا الانمحا انتخبه اخوته الرهبان ثلاث مرات مدبراً عاماً وقد خدمهم بمحبة وتفان وامانة كاملة للقوانين الرهبانية. وكان متعبداً لقلب يسوع الاقدس وبخاصة لمريم العذراء التي سهر
على نشر اكرامها وطلب شفاعتها وتأسيس الاخويات على اسمها بهدوء وصمت وبساطة وتواضع.
} شربل تلميذ له }
واختارته الرهبانية ليدير شؤون الرهبان الدارسين في مدرسة دير كفيفان لمدة ست سنوات وقد برع في العلم اللاهوتي الادبي لهم. وكان لهم نموذجاً حياً في حياته قد اصبح المثل يقول عنه: «فلان مثل الحرديني» او «فلان حردن» او صار قديساً مثل الاب «القدييس» نعمة الله. من تلاميذه الاخ شربل مخلوف (القديس شربل) الذي تتلمذ له من سنة 1853 حتى سنة 1858.
} مدبر يجلد الكتب }
وقد لازم مهنة تجليد الكتب حتى وهو في وظيفة المدبرية.
} اسلم روحه الطاهرة }
في ظهر كانون من السنة 1858 قوي عليه الداء المعروف بذات الجنب وبسبب البرد والريح الشمالية اضطر ان يلازم الفراش وطلب الاسرار المقدسة وقد احس بدنو اجله.
وفي 14 كانون الاول سنة 1858 في نصف ليل الثلاثاء وفي زمن رئاسة الاب لورنسيسيوس الشبابي على الرهبانية، اسلم الروح ودفن في مدافن الدير.
} لمست جسده
وعباءته الطاهرة }
وقد اسعدني الحظ يوم فتح التابوت الذي وضع فيه بعد اذن الرؤساء ان المس جسده الطاهر واتبرك من عباءته المباركة وكان ذلك بأمر من غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يوم تم الكشف على الجثمان، وقد نقل حينها الى نعش جديد في 18 ايار 1996 وفي 26 اذار 1998 نقل نهائياً الى المثوى الجديد.
} قديس الشفاءات }
«تمت بشفاعته عدة شفاءات منها شفاء اعمى، شفاء كسيح مقعد، اقامة طفل من الموت، شفاء من مرض عصبي، شفاء من داء السرطان…»
«احتفل بتطويبه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في بازليك القديس بطرس في روما نهار الاحد 10 ايار 1998 ثم بتقديسه نهار الاحد 16 ايار 2004».
«تحتفل الكنيسة المارونية بعيده في 14 كانون الاول».
(القديس نعمة الله، الراهب اللبناني الماروني، صلاة المساء والصباح ونصف النهار، والقداس، والزياح، الكسليك 2009).
} الراهب المدبر والمعلم القدوة
والمثال ARCHETYPE }
عاش حياته الرهبانية بكل امانة فأصبح قدوة ومثالا. وذاع صيته «القديس» مثال الراهب لمتواضع والمصلي. قضى العمر في حياة الدير المشتركة مصلياً وعاملاً ودارساً واستاذاً ومدبراً بأمانة كلية للطاعة والعفة والفقر.
كان العامل النشيط، والمعلم الناضج والمدبر المسؤول والرسول المتخشع التقي.
اعطنا يا رب رهبانا وكهنة ومعلمين قديسين على مثال القديس نعمة الله. وليشفع بنا امامك يا رب.
وهب بشفاعته شفاءً لمرضانا وحماية وسلاماً لبيوتناً ولوطننا لبنان وللعالم.