وافق قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأوّل، أمس، على مراسيم صادرة عن «مجمع دعاوى القديسين» تتعلق بدعوى تطويب المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني. وهي الدعوى التي يشرف عليها القانوني الكبير الأب بولس القزي والتي كرّس لها الكثير من علمه وجهده ووقته طوال سنوات. وكان «المؤتمر اللاهوتي الخاص بالدراسة والتصويت» في الفاتيكان قد صوّت لتثبيت إحدى الأعجوبات التي تحققت على يد الدويهي. وعليه أصبح هذا البطريرك الكبير مطوّباً على مذابح الكنيسة.
ولد البطريرك أسطفان في إهدن، بالتوافق مع حلول موعد عيد القديس اسطفانوس في 2 آب 1630.
وفي الثالثة من عمره توفي والده. ولشدة ما كان يدرس ويطالع فقد بصره، فتضرع الى السيدة مريم العذراء فاستجابت له واستعاد بصره بأعجوبة خارقة.
عندما بلغ السنة الحادية عشرة من عمره (11 عاماً) ألحقه المطران الياس والبطريرك جورج عميره الإهدني بالمدرسة المارونية الشهيرة في روما التي خرّجت دفعة من علماء في اللاهوت والإنسانية الذين ذاع صيتهم في مختلف أنحاء المعمورة، الى حد القول الشهير «عالِمٌ كماروني». وابن 26 سنةً سِيم كاهناً على مذبح دير مار سركيس إهدن. ابن 38 عاماً رقّاه البطريرك السبعلي الى الأسقفية، وبعد سنتين، في الأربعين من عمره، انتُخِب بطريركاً على الموارنة، وعانى كثيراً، خلال بطريركيته من الاضطهاد والظلم في زمن العثمانيين فكان يتنقل بين مغاور وادي القديسين في قنّوبين، ومنها الى غوسطا في كسروان ومجدل المعوش في الشوف. في 15 تشرين الثاني 1695 سمح بتأسيس الحياة الرهبانية المنظمة في الكنيسة المارونية، وبنى نحو 30 ديراً وكنيسة في مناطق متعدّدة. من ألقابه العديدة نختار: «أبو التاريخ الماروني» وهو صاحب الكتاب الموسوعة «تاريخ الأزمنة»، ولُقّب بـ «عامود الكنيسة المارونية»، و «ذهبي الفم الثاني» (الأول كان يوحنا فم الذهب)، و «عظيم الأمة المارونية»، وكذلك «مجد لبنان والموارنة»، وكان لاهوتياً عظيماً فحاز على لقب «ملفان» سنة 1650 وهو لم يكن قد تجاوز، بعد، العشرين من عمره، (دكتور في اللاهوت).
سنة 1704 استرد الله وديعته فانتقل المثلث الرحمات البطريرك أسطفان الدويهي الى جوار ربّه وكان مقيماً وقتذاك في قنوبين ليُدفن الى جوار أسلافه في مغارة القديسة مارينا، وهذا غيضٌ من فيضِ سيرة حياة هذا البطريرك العظيم(…).
فيا أيها الطوباوي الجليل تضرّع لوطنك لبنان ليتجاوز أزماته المصيرية، وما أكثرها! وأضف الى معجزاتك الكثيرة أعجوبة جديدة: أنقذنا من جحافل الشياطين والأبالسة، وما أكثرهم في لبنان الذي أحببت!