Site icon IMLebanon

قدّيسون وأولياء  

 

إنتظرناها من الشرق فهل تأتي من الغرب؟ هذا السؤال طرحَه أمس مراقبون في ضوء المبادرة التي تولّاها رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب.

 

يستبعد الواقع التوصّل إلى نتيجة لأنّ العقد متراكمة، وحَلّالُها المشهور الرئيس نبيه برّي يواصل مساعيه بعيداً عن الأضواء. أما مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم فقد استأنف حِراكهُ دونَ ملل، ناهيكَ بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي جُمِّدت في الثلّاجة في وقت تزداد الصعوبات وتتضاعف المآزق ويُعطَّل الحوار بين الأطراف كلّها.

 

وإذ يستقرّ اليوم الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وأمامه جبل من القضايا الداخلية والخارجية الأساسية التي سينصرف بالضرورة إلى مواجهتها قبل أن يُنتظَر منه أيّ إلتفاتة، مجرّد إلتفاتة، إلى الشأن اللبناني، فقد أراد البطريرك مار بطرس بشارة الراعي أن يبثّ بعضاً من الحرارة في مبادرته، إبتداءً من عين التينة، مُستطلِعاً رأي أبي مصطفى تأكيداً من غبطته على بارقة أمل قد يُضيؤها برّي في النفق المُظلِم. ولكنّ العلاقات شبه مقطوعة بين طرفَي 8 و 14 آذار وحلفائهما.

 

فالعلاقة بين القوات اللبنانية وتيّار المستقبل ليست بأفضل مما هي بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله، وما بين القوات والكتائب لا يحتاج إلى طويل شرح وفتى الكتائب لا يترك مناسبة إلا يتناول حكيم معراب الذي يردّ «المعروف» بأفضل منه. وما دارَ بينهما أمس بالذات من كلام قاسٍ جداً يشهد على ذاته بالحروف والكلمات والجمل. وأما ما بين عين التينة وميرنا الشالوحي، فهو أيضاً يشهد على ذاته بذاته. وأما بيك المختارة، فما أن يوجّه كلاماً ناعماً تجاه بيت الوسط حتى يعود ويشمله ببركاته ولاذع تعليقاته. وإذا كان الحلفاء «المُفترَضون» على هذه الحال في ما بينهم فماذا يُنتَظر منهم تجاه الآخرين، وكلّهم يرى نفسه وليّاً موعوداً بالجنّة ويصوّر ذاته قدّيساً ويشيطن الآخرين، ويذهب بعضهم الآخر إلى إعلان نفسه يرشح زيتاً، وقد لا يتأخّر سواه عن ادّعاء النبوّة ويفوته أنّ النبيّين قد خُتِموا منذ ألفٍ ونصف.

 

هل أمثال هؤلاء يُطلَب منهم أن يفكّوا العقد وأن يحلّوا الأزمات وأن يتغلّبوا على المآزق وأن ينتشلوا الشعب والوطن من الهاوية التي أسقطوهما فيها؟.. أما الرأي العام المتحمّس بغباء فأكثر ما يصحّ فيه قول المرحوم سعيد تقي الدين (…).