اذا كان اي من الوزراء سيثير موضوع الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مقاتلين من النخبة في “حزب الله” ومساعد قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي الله دادي، فان الرئيس تمام سلام سيحاول العودة الى التهدئة وعدم اثارة مواضيع خلافية لا جدوى منها، كالمطالبة بانسحاب مقاتلي الحزب. الا ان المؤكد هو ان سلام سيشدد على اهمية تحييد لبنان وتجنيبه ان يكون مسرحا لانطلاق الرد على تلك الغارة.
وافادت معلومات ديبلوماسية وردت الى بيروت واطلعت على مضمونها “النهار” ان التداول الجاري على مستوى القيادتين العسكريتين، الايرانية والحزب، لم ينقطع، والتحقيقات لم تتوقف لكشف العميل الذي اوشى بالموكب اللبناني – الايراني الى المخابرات الاسرائيلية حتى كانت الغارة الاسرائيلية.
وجاء في تلك المعلومات ان التداول الايراني – الايراني على المستوى العسكري لا يزال مستمرا من اجل اختيار الهدف الذي من خلاله سيكون الرد بشكل محكم، على ان يتم التشاور مع الحزب لتحديد زمانه.
وذكرت ان الاجواء السائدة بين المسؤولين الايرانيين، ولا سيما السياسيين منهم، هو ضرورة التروي في اتخاذ القرار العسكري وعدم توريط لبنان في هذا القتال الذي يحرك الجبهة.
ولمحت الى ان تصريحات قائد الحرس الثوري محمد جعفر علي امس يجب اخذها في الاعتبار، وليس بالضرورة ان يكون الرد العاصف كما يريده منطلقا من الحدود اللبنانية، وبالتالي يؤدي الى اشعال حرب مع لبنان. وقالت إن هناك الكثير من الطرق للرد، يمكن ان تنطلق من الحدود السورية – الاسرائيلية او ضد هدف اسرائيلي في اوروبا او في اميركا او افريقيا. العقاب لا بد منه، لكن يبقى تحديد الهدف ومكانه ونسبة نجاحه وتوقيته.
وذكرت ان اسرائيل التي ارتكبت هذه الجريمة في القنيطرة السورية ضد لبنانيين مقاومين، لم يكونوا في مهمة مع الجنرال الايراني، قلقة ومربكة في آن واحد، بدليل حالة التأهب الدائم للقوات المسلحة منذ ان شنّت الطوافة الاسرائيلية الهجوم الاحد الماضي الذي ادى الى جريمة جماعية. وافادت تقارير اعلامية انه من شدة الارباك اصبح المدني والعسكري على الحدود مع لبنان يتخيلان ان مقاتلي الحزب بدأوا بالتسلل، وتبين لدى التثبت من صحة المعلومات، انها “مجرد اوهام وتخيلات لعناصر حزبية تتسلل في اتجاه الداخل الاسرائيلي للرد على الغارة الاسرائيلية القاتلة في القنيطرة، واللافت ان الارباك والهلع تسللا الى حرس الحدود والى جهاز الاستخبارات للدولة العبرية.
وتقاطعت المعلومات من واشنطن مع تلك الواردة من باريس، ومؤداها ان الايرانيين والحزب لن يردوا في سورة غضب واسى على الجنرال دادي وعلى مقاتلي الحزب، فسوريا غير قادرة على الرد اذا ما شنت عملية ثأرية من اراضيها، وهي تخوض مواجهات قاسية مع تنظيمين ارهابيين يحتلان اجزاء واسعة من الاراضي في البلاد. كما ان الحزب يساند النظام في سوريا وينشر قوة مقاتلة لا يستهان بها في انحاء مختلفة من البلاد، قد لا تبقى على ما هي في الوقت الحاضر اذا ما نفذت اسرائيل عدوانا واسعا على لبنان.
ووصف مسؤول بارز الوضع بأنه خطير ويستوجب الكثير من التنسيق والحكمة ووضع مصلحة لبنان القومية فوق كل اعتبار، واي خطأ يمكن ان يؤدي بالبلاد الى ما لا تحمد عقباه. ولمح الى ان دولا كبرى دخلت على خط التهدئة ونبهت الى ان اي مغامرة قد يدفع لبنان ثمنها غاليا.