IMLebanon

سلام: ضرر التعطيل أكبر من المطالب

رئيس الحكومة «يتريّث» في دعوة مجلس الوزراء

سلام: ضرر التعطيل أكبر من المطالب

أصبحت جلسات مجلس الوزراء معلّقة حتى إشعار آخر، بانتظار المساعي والاتصالات التي يقوم بها اكثر من طرف محلي وربما خارجي، لاعادة عجلة الحكومة الى الدوران، وبالتالي لن تعقد جلسة مجلس الوزراء العادية هذا الخميس، والتي كان مقررا أن تبحث جدول اعمال من 81 بندا مؤجلا من اسبوعين، بعد أن قرر رئيس الحكومة تمام سلام التريّث في الدعوة إلى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، بسبب دخول الحكومة في مناقشة موضوعَي وضع عرسال والتعيينات الامنية والعسكرية بناء لطلب وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» وبعض حلفائه.

ومع غياب وزير الخارجية جبران باسيل عن لبنان في زيارة الى كندا، وسقف المواقف المرتفع الذي حدده العماد ميشال عون مؤخرا، بات من غير السهل التوصل الى مقاربة موضوعية للتعيينات الامنية والعسكرية، خاصة بعد قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق تأخير تسريح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص سنتين بدلا من ثلاثة اشهر كما كان يتردد.

وقد وجد رئيس الحكومة تمام سلام نفسه امام جدار عالٍ يحول ارتفاعه دون القفز فوقه لايجاد المخرج لموضوع التعيينات، بعدما فك مجلس الوزراء في جلسته الماضية عقدة بلدة عرسال بتكليف الجيش اتخاذ ما يراه مناسبا لاعادة انتشاره في البلد ومحيطها وبسط الامن في المنطقة. لذلك حرص، امس، على تفنيد المعطيات التي بين يديه، مؤكدا انه «في ظل مطالبة الدولة بتحمل مسؤولياتها وواجباتها على الصعد الادارية والمالية والأمنية والاقتصادية والوطنية، وازاء التهويل بتعطيل عمل الحكومة على غرار شل عمل مجلس النواب، ليست هي المرة الاولى التي نصل فيها الى تعثر عمل الحكومة والسلطة التنفيذية، فالسلبيات تتراكم، ووضع المنطقة لا يساعدنا بل يساهم ايضا في التعطيل، لكن فاتورة التعطيل صارت اكبر من ان يتحملها لبنان».

اضاف، في دردشة امام زواره امس: «لذلك ما زلنا نبحث عن مقاربة الحالة بقليل من التريث لنخفف وطأة هذا الامر المستجد على الحكومة، وآمل من جميع القوى السياسية ان تدرك خطورة الوضع ولا تتمادي في شل عمل الحكومة».

وعما اذا كانت الجلسات ستؤجل لفترة طويلة، قال سلام: «الموضوع ليس جلسة او جلستين، الموضوع هل هناك انتاج في مجلس الوزراء او لا انتاج ولا تفعيل لعمل السلطة التنفيذية؟ عندما يصبح المناخ مناخ تجاذبات حادة فهو يؤثر على الاداء وعلى الاستحقاقات الملحة، مثل اقرار بعض القوانين الضرورية والاتفاقيات مع منظمات دولية تضغط علينا لاقرارها والا تضيع علينا، ودفع مستحقات الدولة والرواتب للموظفين والانفاق العام على المشاريع والتنمية وسوى ذلك، واذا تأخر اقرار كل هذا سيقع الضرر الكبير علينا جميعا».

وعما اذا كان يتوقع ان تسفر الاتصالات عن ايجابيات قريبة، قال: «اتمنى الا يقصّر احد من القوى السياسية لاستدراك خطورة الوضع، ولمنع الذهاب الى مزيد من التصادم والتشنج، خاصة ان اعتراضات بعض القوى السياسية ليست بالحجم الكبير والخطير الذي يستأهل مواجهة سياسية كبرى، بل اذا كان هناك من شيء مطلوب الان، فهو التضامن الوطني والوحدة الوطنية والنيات الصادقة لتحصين البلد».

وقيل للرئيس سلام إن هناك فريقا سياسيا وطائفيا وازناً له مطالب ويشكو من سوء التعامل معه، فرد بالقول: «الشلل في السلطتين التشريعية والتنفيذية لن يحقق شيئا لا لهذا الفريق ولا لتلك الطائفة، فالضرر سيقع على الكل، طوائف وقوى سياسية، ولا يدعي احد ان الضرر واقع عليه وحده».

وتمنى سلام الا يطول هذا الوضع، وان يعطى كل ما يستحقه من متابعة واهتمام، وقال: «انا من جهتي لن اقصّر في أي دور او موقف يساعد على الحل، علماً اني لن اتخلى عن الامانة حتى لا نقع في مزيد من الفراغ والشلل، وبالتالي على القوى السياسية ان تتجاوز الكثير مما تطرحه مقابل السعي الى تحقيق اجراء واحد يساعد البلد للخروج من ازمته، وهو اجراء الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ممكن، فلا قيمة لكل المطالب والظلامات اذا لم تدرك القوى السياسية ان رئاسة الجمهورية هي مفتاح الولوج الى الحلول».

وتناول سلام وضع بلدة عرسال، فأكد ان «القوى الأمنية والجيش يقومان بواجباتهما على اكمل وجه، ليس في عرسال فقط بل في كل المناطق، وطبقا العديد من الخطط الامنية في كل المناطق. واليوم يوجد قرار من السلطة السياسية لمعالجة وضع عرسال، والحكومة اكدت على اتخاذ كل الاجراءات لتحصين الوضع في عرسال والجرود وفي كل منطقة البقاع، ونأمل الا تحصل تطورات امنية تؤثر اكثر على المناخ العام في البلد».

وعن مطالبة بعض القوى وفعاليات عرسال بدخول الجيش الى البلدة، قال سلام: «الجيش دخل عرسال، ونحن لا نطالب بوضع عرسال موضع المساءلة، فالقرار هو حسم الاجراءات المناسبة التي يقررها الجيش وفق تقديره وامكاناته وظروفه وتوقيته لانهاء الوضع بما يمنع قوى الارهاب من استغلال وضع عرسال والاستفادة منه لاغراضها».

وعن النتائج الملوسة لزيارته الاخيرة الى السعودية، اكد سلام ان «الدعم السعودي قائم ومستمر في كل الجوانب، السياسية والعسكرية والاقتصادية»، وقال: «السعودية لن تتوقف عند ما تتعرض له من انتقادات واستهداف، لكنها تؤكد انها لا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي لأنه شأن لبناني داخلي، ونحن سنتابع التواصل مع الدول العربية وستكون لي جولة قريبة لعدد من العواصم، لتوحيد الصف العربي للتصدي لما تشهده المنطقة من انتكاسات وضعف».