سلام المستاء من الأداء: ما يحصل غير مقبول هولاند سيزورنا والانتخابات البلدية في مواعيدها
تستأنف الحكومة اعتباراً من هذا الاسبوع نشاطها بعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس بعد غياب قسري لأسبوعين فرضتهما زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووفاة والدة رئيس الحكومة تمام سلام.
لم تنجح الاستراحة الحكومية في إنضاج حل معقول للأزمة الناشئة في جهاز أمن الدولة الذي سيحضر بندا ساخنا في جدول الاعمال المؤجل، وطرأت مواضيع اخرى كان من شأنها ان ترفع وتيرة الحدة في الجلسة على أثر امتناع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن استقبال المسؤول الأممي واللقاء به، لكن أكثر من تطور شهده الاسبوع الفائت قد يأخذ النقاش الى أبعد من موقف الوزير، خصوصا ان موقفه جاء على خلفية إثارة هواجس من توطين اللاجئين السوريين في لبنان، الامر الذي اعتبره رئيس الحكومة ” فزاعة” يسعى فريق سياسي الى استغلالها من أجل إثارة النعرات لأسباب تتصل بحسابات انتخابية.
وبعد أيام الحداد الثلاثة على والدته، خرج الرئيس سلام أمس عن صمته كي يجيب عن عدد من الأسئلة والهواجس المطروحة، بدءاً من مسألة التوطين التي أعد كلمة قاسية للتحدث عنها في المؤتمر المصرفي، لكن وزير البيئة محمد المشنوق تولى تلاوتها بسبب تعذر حضور سلام مما خفف وقعها، بدون أن يقلل مضمونها، مرورا بالمخاوف الأمنية التي تتهدد البلاد، وصولا الى التطورين الاعلاميين الاخيرين المتمثلين بإقفال قناة “العربية” مكاتبها في لبنان والكاريكاتور الصادر في صحيفة ” الشرق الاوسط” وما تلاه.
في موضوع جلسة مجلس الوزراء بداية، لا يخفي سلام انزعاجه من التضخيم الذي أحاط ملف جهاز أمن الدولة، مشيرا امام زواره في المصيطبة امس إلى أن الموضوع حُمل أكثر مما يستحق، وأُعطي أبعاداً طائفية ومذهبية غير مقبولة. فالملف يجب ان يبقى في رأيه في إطاره المؤسساتي، اذ يتوجب على هذه المؤسسة ان تقوم بدورها وتتحمل مسؤولياتها وإلا فإنها تغرق في الخلافات المذهبية كما هو حاصل، عازيا ذلك الى المفاعيل السلبية للشغور الرئاسي الذي يستمر في تعطيل المؤسسات في البلاد.
وعليه، ترك سلام الحسم في هذا الملف لمداولات مجلس الوزراء، من دون أن يغفل دعوة القوى السياسية الى تحمل مسؤولية تعطيلها عمل هذه المؤسسة او غيرها. ودعا كذلك إلى أن يُسأل السياسيون ماذا يريدون وإلى أين يأخذون البلاد؟
وإذ قال ان المطلوب بعض الحرص وبعض الجهد لتخفيف التصادم السياسي والحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار، سأل هل ثمة من يدرك ما يحصل في المنطقة وانعكاسه السلبي على الداخل؟ مضيفا ان جل ما هو مطلوب بعض الوعي والإدراك لحجم الاخطار المحيطة بلبنان بدل اصطناع مشكلات غير مطروحة لتوظيفها في مزايدات سياسية، في إشارة الى إثارة الوزير جبران باسيل مسألة التوطين.
ويذهب سلام الى ابعد بقوله ” كفى إستغلالا وتناحرا في أمور لا تحتمل، وبدل تصفية الحسابات فلنصفِ امورنا وخلافاتنا ومشاداتنا الكلامية والتهديدية والتقسيمية. نحن اليوم في أمسّ الحاجة الى كل دعم ممكن، ولا مجال لتوجيه الاتهامات إلى من يسعى الى مساعدتنا فيبدي حرصا على بلدنا أكبر من حرصنا نحن”.
ولا يتوقف سلام عن التعبير عن استيائه متسائلا عن “المستفيد من هذا الخطاب المتطرف والهجومي والتقسيمي، وهل يصب في هدف تحقيق مكسب من هنا او مكسب من هناك؟”، موجهاً صرخة بقوله” كفى إثارة للغرائز، وإذا كانت لدينا مشاكل عميقة فلنعمل على حلها”، لافتاً العاملين على إثارة الغرائز إلى ان الإنتخابات النيابية غير قريبة ولا حاجة بالتالي الى كل هذه التعبئة!
عن كاريكاتور ” الشرق الاوسط” وعدم صدور موقف رسمي في شأنه، لاحظ سلام أن “الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ” آخذة راحتها” ولا توفر موضوعاً إلا تستغله، وتظهر أحيانا أمور غير مبنية على واقع بل مؤذية وتوقع أضرارا. رأينا الرسوم الكاريكاتورية في دول أخرى وما تسببت به وكيف كادت أن تؤدي الى ثورات، فهل هذا ما نريد؟”، وأضاف أن “مسؤولية الإعلام كبيرة في ما ينشر ويبث وعليه الاعتناء جيدا بما يريد إيصاله لئلا تكون العواقب وخيمة. وإذا لم يكن هناك سبب سياسي لما نُشر فلا بد من توضيح”، ملاحظاً أن “الصحيفة أصدرت توضيحاً، لكن الإعتداء الذي وقع على الأثر كان أسوأ من الحدث عينه وهذا أمر غير مقبول ومؤذٍ”.
وأبدى سلام أمله في “احتواء الموضوع ومنع تأجيجه وتحريك الغرائز في شأنه لأن النتائج وخيمة. لقد حصل خطأ في مكان ما وجب تصحيحه وحصل رد فعل حمل خطأ مضاعفاً وتم التصحيح”.
اما القرار بإقفال مكاتب ” العربية”، فرأى أنه “جزء من حالة تشنج وصدام إقليمي يشهد أشكال تعبير مختلفة هنا وهناك”، آملاً في إدراك الجميع اهمية السعي الى ابعاد لبنان عن هذه الحالة. وهو يدرك ان الوضع ليس سهلا في ظل الحرية الإعلامية المفرطة، ولكنه يدعو الجميع الى احتوائه وعدم إتاحة المجال لاستغلاله.
في الموازاة يبدي سلام ارتياحه إلى الاستقرار الأمني، مسلطا الضوء على أهمية الحوار الوطني والحوار الثنائي في حماية هذا الاستقرار وتحصينه.
وفي موضوع ترشيح لبنان لمنصب الإدارة العامة لمنظمة الأونيسكو، يعتبر ان من المبكر جداً إثارة الموضوع ويستغرب استباقه خصوصا ان ولاية المديرة الحالية للمنظمة ايرينا بوتوكوفا تنتهي بعد نحو سنتين، لكن ترشحها لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة عجّلت في طرح هذا الموضوع علما أنها قد لا تحصل على المنصب. ويبدو من كلام رئيس الحكومة ان لا نية لدى الحكومة للاستعجال في تسمية مرشحها، خصوصا ان هناك خلافاً على الترشيحين المطروحين.
وعن الانتخابات البلدية وما يتردد عن تأجيلها يؤكد ان الانتخابات ستحصل في مواعيدها ولا نية لتأجيلها.
وبسؤال سلام أخيراً: هل سيزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبنان وسط تضارب المعلومات في هذا الشأن، يجيب:” بالنسبة إلينا الزيارة لا تزال قائمة، ولم نتبلغ ما ينفي حصولها”.