IMLebanon

مساعي سلام لم تنجح في عقد لقاء بين باسيل وبان

إذا كان عدد لقاءات زائر أجنبي مع مسؤولين في لبنان هو مقياس النجاح، فيمكن اعتبار زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد نجحت، بعدما تحادث مع كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمّام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي ونائب رئيس الحكومة ووزراء وعدد من كبار الموظفين وقائد الجيش، للاطلاع على حاجات الجيش لمواجهة الارهاب المتزايد وتوسيع مهمات الجيش في الجنوب. إلا أن خللا حصل في اللقاء عندما استثني اللقاء بين بان ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وهو له موقف متميز عن المنظمة الدولية. فالاخيرة تحضر المشاريع التي تحسّن ظروف اللاجئ السوري في لبنان وتشجعه في مثل هذه الحال على الاستقرار في لبنان بدلا من التجاوب مع الاقتراحات التي طرحتها الخارجية ووزارات أخرى لإعادة اللاجئ الى دياره بإنشاء تجمعات لهم قرب الحدود بين البلدين، حيث لا معارك.

وعلمتالنهارأن سلام حاول جمع باسيل وبان في الساعات التي سبقت العشاء الرسمي الذي أقامه في السرايا مساء الخميس، أو إقناعه بالمشاركة فيه، فلم يفلح، على أساس أنه من غير المسموح تأمين لقاءات رسمية وغير رسمية وتجاهل وزير الخارجية الذي يجب ان تبدأ به لقاءات أي زائر رسمي أجنبي. واللافت أن المسؤول الدولي لم يكن على علم بما يجري.
وتجدر الإشارة الى أن بان هو الامين العام للامم المتحدة الذي جال في مناطق لبنانية عديدة أكثر من أسلافه، وشاهد معالمها بالطوافات العسكرية التي نقلته من بيروت الى الجنوب، الى الشمال والبقاع.
كما أن بان هو الأمين العام الوحيد الذي يزور مخيما فلسطينيا وحيا بائسا في طرابلس وخيما سورية في الدلهميةقضاء زحلة، حيث صادف بعضا من سكان الخيمات وسألهم عن حاجاتهم. ويشار الى أن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الذي رافق بان الى الشمال عرّج أمس على بلدة بحنين للاطلاع على أحوال قاطنيها.
أما بالنسبة الى مضمون الزيارة، فقد رأت مصادر مسؤولة أنها ناجحة لأنها تشكّل دعما سياسيا دوليا وتحسسا سينقله بان الى المجتمع الدولي، وكيم الى المجتمع الدولي المصرفي، ورئيس البنك الاسلامي للتنمية احمد محمد علي المدني الى المصرف الذي يترأسه، ووعد بمزيد من القروض والمساعدات بعد خمسة اتفاقات وقّعها مع سلام.
إلا أن الوسط السياسي لم يستسغ الاسلوب الانتقادي لكيم الذي برّر تأخير ما يطلبه لبنان من مساعدات للاجئين بضرورة انعقاد مجلس النواب لإقرار مشاريع التمويل، وركّز بان على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، لأن ذلك سيؤدي الى تسهيل صرف المبالغ. وأنتجت الزيارة من المصرف المذكور مساعدة بقيمة مئة مليون دولار للقطاع التعليمي، وفي حال تمّ ما هو مطلوب سياسيا فإن الصندوق الذي هو قيد الإنشاء من أجل لبنان ستحوّل اليه مبالغ بقيمة أربعة أو خمسة مليارات دولار.
وحمّل كيم المرشحين للرئاسة اللذين بسببهما يتأخر انتخاب رئيس للجمهورية، مسؤولية تأخير المبالغ التي سيحولها البنك الدولي، وكذلك مجلس النواب الذي لا يجتمع لإقرار مشاريع لتحويلها الى لبنان.