IMLebanon

مساعي سلام لرأب الصدع تصطدم بمواقف تصعيدية من «حزب الله»

الأزمة مع السعودية ودول الخليج إلى مزيد من التأزّم ولا معالجات واضحة

مساعي سلام لرأب الصدع تصطدم بمواقف تصعيدية من «حزب الله»

لا تستبعد مصادر في 14 آذار تقديم إستقالات جماعية من الحكومة إذا لم تتمكّن من اتخاذ موقف واضح من الحزب

تستمر الإجراءات السعودية والخليجية وهي مرشّحة للتزايد فيما الحكومة تتخبّط في ما بين مكوّناتها لتدفع بكرة النار إلى رئيسها الذي لم تؤدِ حركة اتصالاته ووساطته ورسالته إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ولا بيانها الخجول إلى رأب الصدع أو على الأقل إلى وقف الإجراءات وفي جديدها صنّفت المملكة ثلاثة أفراد وأربع شركات إرهابيين لارتباطهم بحزب الله، والإعلان عن عزمها مواصلة مكافحتها للأنشطة الإرهابية للحزب بالأدوات المتاحة كافة، كما ستستمر بالعمل مع شركائها في العالم كي لا يتم التغاضي عن أي دولة أو منظمة دولية على جماعات حزب الله وأنشطته المتطرّفة، مؤكدة على لسان وزارة الداخلية أن الحزب لطالما قام بنشر الفوضى وعدم الاستقرار، وشنّ هجمات إرهابية ومارس أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم، كما حذّرت جميع المواطنين والمقيمين من أي تعاملات مع الحزب أو الأشخاص والكيانات المشار إليها في بيان وزارة الداخلية.

وبالنسبة للجواب السعودي على رسالة رئيس الحكومة تمام سلام التي وصلت وفق ما صرّح به سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري والتي ترمي إلى معالجة الوضع وتطويق تداعياته يبدو وفق مصادر لبنانية مطّلعة أنه ليس وارداً في الوقت الحاضر وقبل بروز مواقف جديدة تتناسب وتطلعات المملكة إلى أساس الأزمة لأن البيان الذي صدر عن الحكومة غير كافٍ، كما عبّر عنه السفير عسيري أمام الوفود السياسية والشعبية الكثيرة التي أمّت سفارة المملكة في الأيام الثلاثة الماضية للتعبير عن تأييدها للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين واستنكارها الشديد للحملات التي تستهدفها من حزب الله وحلفائه وللتأكيد على عروبة لبنان والتزامه بميثاق جامعة الدول العربية والإجماع العربي.

وسألت المصادر إستناداً إلى الواقع والمواقف المعروفة لقيادات حزب الله التي عبّر عنها وزراؤه بعد صدور بيان الحكومة لا سيّما ما يتصل بعدم الإعتذار من المملكة وطلب العكس هل يمكن أن يحمل الرئيس سلام إلى السعودية ما يُطمئنها أو يتوصّل مع الحزب إلى اتفاق يلتزم فيه بالعودة إلى لبنان من الساحة العربية حيث يُقاتل الشعب العربي إلى جانب إيران، وهل تستقبل المملكة سلام على رأس وفد وزاري يضم وزير الخارجية الذي اتخذ مواقف مريبة ضدها وضد لبنان وعروبته التزاماً بالتوجيهات الإيرانية خصوصاً وأن الفريق الذي ينتمي إليه ويرأس تيّاره لم يصدر منه أي موقف فيه إدانة للإعتداء الإيراني على السفارة والقنصلية، ولا أي اعتذار عن مواقف وزير الخارجية الذي يمثّله في الحكومة.

وتؤكد المصادر أن الوضع أخطر مما يعتقده البعض، ويمكن تسويته أو تجاوزه بزيارة وفد رسمي رفيع إلى المملكة العربية السعودية وإلى الدول الخليجية التي عبّرت بدورها عن استيائها الشديد من مواقف الحكومة اللبنانية ولا سيما حزب الله من المملكة وترجمت هذا الاستياء بإجراءات معروفة، واستعدادها لاتخاذ مزيد منها قد تصل إلى حدود قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، والمسؤولون اللبنانيون يُدركون ما آلت إليه الأمور من تأزم بين لبنان ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ويتعيّن عليهم قبل الفوات القيام بخطوات كبيرة على المستوى الرسمي ألّا تقتصر على الاعتذار وحسب لأنه لم يعد كافياً بل تتعدّاه إلى مساءلة حزب الله وتخييره بين استعداء كل اللبنانيين بسبب سياسة الاستتباع العمياء لإيران وبين العودة إلى لبنانيته وعروبته والالتزام بالإجماع العربي، والانضمام إلى الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني في مواقفها المؤيّدة للمملكة العربية السعودية وفي التمسّك بعروبة لبنان والإجماع العربي، وتدعوه إلى الإنصات لأصوات الهيئات الإقتصادية التي تدعو إلى ضرورة حل النزاع المستجد خوفاً من تفاقمه بحيث تتوسع التدابير الخليجية لتطول القطاعات المالية والاقتصادية والمصرفية.

إلى ذلك، كشفت مصادر قيادية في قوى 14 آذار عن مشاورات مكثفة تجري في ما بينها لتقييم الموقف الراهن أولاً بأول والبحث جارٍ أيضاً عن السبل الآيلة لمواجهة الوضع ومنها تقدّم وزراء الرابع عشر من آذار باستقالة جماعية من الحكومة الحالية، في حال لم تتمكن من اتخاذ موقف واضح من حزب الله يتجاوز بكثير حدود الموقف الذي صدر عن مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي والذي لا يعبّر بالشكل اللازم عما هو مطلوب من لبنان ولا يُعيد ترميم أزمته مع المملكة ودول الخليج الأخرى.