يتابع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اتصالاته الهادئة لتمرير الملفات العالقة أمام الحكومة، لا سيما ملفي الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب والتعيينات الأمنية والعسكرية المرتقبة، وأبدى قلقاً من تصاعد حدة السجالات السياسية والمواقف التي يمكن ان تعطل عمل الحكومة وتعطل التشريع في المجلس النيابي، وقال لـ «السفير»: «نحن نريد من الجميع ان يلجأ الى الحكمة والدراية بالأمور لمواجهة المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، والتي لا تحتمل مزيداً من المزايدات التي يمكن ان تؤدي الى صدامات نحن في غنى عنها».
وتمنى سلام «ان تنعكس اجواء الحوارات القائمة بين القوى السياسية على أداء هذه القوى بالمممارسة العملية، تهدئة للسجالات والاحتقان، لأن وضع البلد لا يحتمل المزيد في ظل الوضع الصعب القائم».
وحول موقفه من التصعيد السياسي المتعلق بالتعيينات العسكرية والأمنية، قال سلام: «من المبكر الحديث في الموضوع، فاستحقاق التعيينات الأمنية يبدأ في حزيران المقبل مع إحالة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص على التقاعد، والمبدأ لدينا انه لا يمكن ان يحصل شغور في أي مركز أمني او عسكري، أما كيف نعالج هذا الشغور، فسنتخذ القرار في وقته، ولا داعي للتصعيد من الآن».
ومع أن موضوع الجلسة التشريعية للمجلس النيابي هو شأن نيابي بامتياز، فقد رأى سلام ان موقف الكتل المسيحية بمقاطعة التشريع «أمر خطير ويجب إيجاد حل له، وكذلك الحال بالنسبة لمشروع الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب وسائر الملفات الأخرى العالقة أمام المجلس والحكومة لتسيير مصالح الدولة والمواطنين».
وأبدى رئيس الحكومة قلقه «من تنامي الخطاب الطائفي والمذهبي بين السنة والشيعة، والذي يعم المنطقة كلها وليس لبنان فقط، عبر التخوين وتكفير الواحد للآخر»، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لهذا الخطاب التكفيري من كل الأطراف.
وكان سلام قد أقام، امس الاول في السرايا الحكومية، مأدبة غداء تكريماً للأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي لمناسبة إحالته على التقاعد بتاريخ امس الاحد، حضرها الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة والقضاة، وقدم له هدية تذكارية، وألقى كلمة استعرض فيها مراحل عمل بوجي وتفانيه في خدمة الدولة والوظيفة العامة والمساهمة في مواجهة الكثير من الاستحقاقات الصعبة، وأعلن ان بوجي سيكون مستشاراً له وداعماً للأمين العام الجديد المحافظ فؤاد فليفل. ورد بوجي بكلمة شكر فيها برؤساء الحكومات الذين عاصرهم وأولهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم الرئيس المرحوم عمر كرامي والرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري.