IMLebanon

حكومة سلام مُستمرّة حتى انتخاب الرئيس ، جيرو يعود بناءً لرغبة فاتيكانيّة

تنطوي المرحلة الراهنة على كثير من الصخب السياسي حيث يتوقع ان يشهد لبنان اسابيع سياسية عاصفة، فالحكومة بدأت تهتز ولكنها لم تقع على اعتبار الراعي الاقليمي لا يسمح باسقاطها مهما جرى من «حرب السكر» الى مسألة المخطوفين العسكريين وقضايا كثيرة هي مدار تباينات بين الاطراف المشاركين في الحكومة السلامية. وهنا، يقول احد السفراء الغربيين في مناسبة اجتماعية انه واثق الى اعلى درجات بان حكومة الرئيس تمام سلام ستستمر الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، والجميع يدرك انه محكوم ببقائها على الرغم مما يجري في الداخل والمنطقة.

وفي سياق متصل، فان الاستحقاق الرئاسي جزء اساسي من المشكلات القائمة، والحوارات التي انطلقت تقول مصادر سياسية، بين تيار المستقبل وحزب الله، وصولا الى التناغم القائم بين معراب والرابية والذي سيتوج بلقاء «الجنرال والحكيم» كلها لن تؤدي الى تفاهمات على انتخاب الرئيس لان الجميع متمترس بموقفه ولن يحيد عنه لانهم يترقبون المعطى الاقليمي وحيث لم يحن بعد افشاء كلمة السر لانتخاب الرئيس «بدفشة» اقليمية وغطاء دولي.

وهنا، يكشف احد النواب اللبنانيين ان الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو سيعاود تحركه من اجل امكانية ما قد تراه فرنسا مناسبا لولوج الاستحقاق، ومرد ذلك ضغط فاتيكاني على المجتمع الدولي لانتخاب الرئيس وان ما جرى بين الرابية ومعراب من حوار محوره الحراك الذي قام به رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن قد ادى قسطه للعلا بعد صرخات بكركي وتمنيات الفاتيكان حيث كان ولا زال الخازن يتواصل معها ومع الصرح البطريركي لتوحيد الساحة المسيحية والوطنية ومن ثم التوافق على رئيس للجمهورية.

واشارت المصادر الى ان عودة جيرو الى المنطقة وزيارته للمملكة العربية السعودية، ووفق معلومات مؤكدة، هي لاحاطة المسؤولين السعوديين بنتائج لقاءاته في طهران، اضافة الى الزيارة التي قام بها الى الفاتيكان والتي بقيت بمنأى عن الاعلام ووسط رغبة فاتيكانية لحض فرنسا والاطراف اللبنانية على التحرك الفاعل لانتخاب الرئيس.

وفي هذا الاطار، اكدت المصادر ان اتصالات عاصمة الكثلكة في العالم شملت كل رؤساء دول القرار وعبر اقنية متعددة لدفع وتسهيل ولوج الاستحقاق الرئاسي في لبنان في اقرب وقت ممكن. وعلى الرغم من هذا الدور المتقدم للفاتيكان، الا ان الذين يلتقون ببعض السفراء الغربيين يجزمون انها لا تسوق او تطرح اسماء، وقد سمع جيرو في زيارته مؤخرا لعاصمة الكثلكة، وتحديدا قبل اسبوع من نهاية العام المنصرم، كلاما واضحا بما معناه اننا لا نطرح اسماء ولا نفضل هذا على ذاك بل يهمنا ان يكون للبنان رئيس في اقرب وقت ممكن لما للفراغ في هذا الموقع من مخاطر على وجود المسيحيين واللبنانيين بشكل عالم والذي ومع اطالة امده، سيكرس واقعا خطيرا لا يمكن اصلاحه ومعالجته امام ما يصيب المسيحيين من مصر الى سوريا والعراق من مخاطر جمة.

واكدت المصادر ان عودة جيرو واستكمال مهمته تحت عنوان تقريب المسافات بين طهران والرياض واللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، وما يحظى به من غطاء دولي وتفويض اميركي تحديدا لفرنسا، فذلك لن يؤدي الى انتخاب الرئيس في وقت قريب او انه يحمل عصا سحريا وقادر على صنع المعجزة في هذه المرحلة اذ الجميع من الزعامات والقيادات السياسية يسمع ويتلقى تقارير غير مريحة في مستوى الاستحقاق الرئاسي ربطا بما يحضر للمنطقة من تصعيد ميداني من العراق الى سوريا، وربما تتوسع رقعة التصعيد الى اماكن اخرى ولبنان مهما جرى تحييده عن نيران حروب المنطقة ستصله «طراطيش» من هنا وهناك خصوصا وان الازمة السورية معقدة الى درجة تبقي هذه الازمة دون اي افق للحلول في المدى المنظور.