تفعيل الحكومة.. أو الانهيار»
سلام: لستُ متمسّكاً بمنصبي
ترك تجدّد السجال بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» ندوباً جديدة في جسد الحكومة، من شأنها أن تضيف تعقيدات على مساعي المعالجات التي أكد رئيس الحكومة تمام سلام أمام زواره، امس، انها ما تزال قائمة لتفعيل عمل الحكومة وإن لم تصل بعد إلى أي نتيجة، في ما يُخشى أن يؤدي الخطاب السياسي التصعيدي، إلى انعكاسات سلبية ليس على الحكومة بل حتى على الحوار.
إلا أن رئيس الحكومة سُئل أمس عن انعكاسات هذا السجال وهل ستؤدي الى اهتزازها إن لم يكن سقوطها؟ فقال: «المهم ألا تهتز البلاد لا الحكومة فقط»، وأضاف «من الطبيعي أن تنعكس التراكمات السلبية للشغور الرئاسي اهتزازاً في وضع البلد والحكومة، مع أن مصالح البلاد والعباد لا يُفترض أن تتعطّل نتيجة الخلاف السياسي».
وأشار سلام إلى أن مشكلة النفايات ناتجة عن تراكم سنوات طويلة وليست بنت ساعتها، وقال: «مهما توصّلنا الى حلول إن لم تكن مستندة الى هيبة الدولة والحكومة والى قرار موحّد، فكيف سنخرج من هذه الدوامة؟ خصوصاً أن النفايات هي صناعة وطنية مئة في المئة ولا تجوز المزايدة فيها لا سياسياً ولا طائفياً. والمطلوب ليس جهود الوزيرين أكرم شهيب ونهاد المشنوق فقط، بل مشاركة جميع القوى السياسية في تنفيذ الحل. فلا يكفي أن تقول بعض القوى السياسية إنها غير معنية بالحل وإنها لن تتدخّل ولن تعرقل، بل الأفضل أن تقوم بجهدها لحل الازمة».
ولم يجب سلام عن سؤال عما اذا كان يشعر بأن هناك من بات يريد إسقاط الحكومة الآن، لكنه حذّر من أن تداعيات ما يحصل من تصعيد سينعكس مزيداً من الشلل الحكومي، وقال إن هذا الأمر لا يُعالَج بالترقيع والترميم، بل بجهود كل القوى السياسية لتفعيل عمل الحكومة حتى لا نذهب حتماً للانهيار، فقد سبق وواجهنا سابقاً ظروفاً مشابهة كادت تودي بالبلد الى الانهيار، لكن كان هناك استقرار دولي وإقليمي ساعدنا على تجاوز الانهيار، إلا أننا إذا لم نساعد أنفسنا الآن فلا أحد متفرغ لنا ويساعدنا.
وأوضح سلام أنه قدم في الجلسة الأخيرة للحوار مداخلة مطوّلة حذّر فيها من أن الحوار مطلوب وضروري، لكنه لا يجب أن يكون سبباً لتعطيل الحكومة والسلطة التنفيذية.
وبالنسبة للجلسة المخصصة للنفايات وهل ستعقد غداً كما تردّد؟ قال سلام: الموضوع شائك ومعقد، لكن في ظل الغيوم السياسية الملبّدة، المطلوب التوصّل الى حل ولو مرحلي بمشاركة الجميع، فليس المطلوب والمنشود هو انعقاد الجلسة بل تركيز الخطة بكل عناصرها ومشاركة الجميع فيها، حتى لا تستجدّ معطيات وتتعقّد أمور وتتراجع أمور في ظل العرقلة والشروط التعجيزية.
وكرّر سلام رداً على سؤال حول مصير ومسار الحراك المدني الرافض للواقع الحالي، «أن هذا الحراك ناتج عن غضب الناس في ظل الانهيار الذي نتجه إليه بسرعة، لكن مرفوض ان تصل الامور الى حد استغلال هذا الحراك للوصول به الى شكل فوضوي لا يقدم بدائل جدية للوضع المتردي».
ورداً على سؤال، قال سلام: «لستُ متمسكاً بأي منصب، وإذا لم يكن هناك مجال لإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء فلستُ متمسكاً بالمنصب، لكننا ما نزال نسعى لحل مشكلة النفايات، وهناك أيضاً بنود حياتية مهمة وملحّة متراكمة، تجاوزت الثلاثمئة بند وكلها لتسهيل أمور الناس والدولة ولا بدّ من مقاربتها في جلسات عادية».
وحذّر سلام أيضاً من أن التردي السياسي لا بد ان ينعكس على الأمور كلها، ومنها الوضع الأمني، وقال إن الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية تقوم بواجباتها، لكن إذا تركنا الأمور سائبة والإجراءات مشلولة وفقد الحكم هيبته، يصبح من الصعوبة بمكان على الأجهزة الأمنية أن تحيط بالوضع الأمني كما ينبغي.