Site icon IMLebanon

سلام: لا أحد مشغول بنا… لكن المظلة قائمة

في اليوم الأخير من مشاركته في الدورة السبعين للأمم المتحدة في نيويورك، لخص رئيس الحكومة تمام سلام حصيلة لقاءاته: لا أحد مشغول بنا

نيويورك | ابرز ما استنتجه رئيس الحكومة تمام سلام، من زيارته لنيويورك، ان احداً «ليس منشغلا بلبنان، بل بأزمات المنطقة وخصوصاً سوريا التي تتسابق الدول على عرض عضلاتها فيها». كذلك قلل من آماله على مجموعة الدعم الدولية، قائلا ان التعويل عليها «معنوي»، بيد انه لم يلمس خطوات إجرائية سوى الإطراء والمديح وإظهار الرغبات.

قال سلام: «الوضع الدولي وتبعاته الإقليمية يخوض في صعوبات لأن المواجهة مستفحلة. وعوض ان يكون هناك توافق بين الدول الكبرى، نجدها رفعت وتيرة التوتر في الكلمات التي ألقيت في الجمعية العمومية، ولم يكن اي منها مطمئنا او مريحا. فإذا الأحداث تظهر الامر كثير التعقيد والمواجهة مستمرة، وتاليا فان المنطقة ستتعب اكثر، ولا مكان يلتف من حوله الجميع لمعالجة الإرهاب والتطرف على نحو منسق وفاعل ويساهم في استقرار المنطقة. المواقف تتبدل بين ساعة وأخرى، وهي تبنى تبعا للأحداث التي تسبق هذه المواقف فتضطر الى اللحاق بها. اذا كانت المنطقة سائرة الى مواجهات إقليمية ودولية، فالاكيد ان المنطقة ستتعب وتدفع ثمنا غاليا».

التعويل على مجموعة الدعم «معنوي» ولم نلمس سوى المديح

واكد الحرص على إبراز أهمية لبنان و»ضرورة الاعتناء بالتطورات اللبنانية على وقع الاضطرابات. من هنا ناشدت المجتمع الدولي الاعتناء بوضعنا في لبنان لأننا نعلم ان الأزمة السياسية الداخلية تتأثر دائماً بما هو حولنا، وتاليا فان الوضع ذاهب الى مزيد من السلبية والتدهور والتوتر في المنطقة، ومن حقنا ان نخشى على لبنان ونطالب الجميع بحماية هذا الوطن الصغير الذي يتحمل اليوم عبئا كبيرا في النازحين السوريين، وعددهم غير المسبوق في اي بلد، او على صعيد استحقاقاتنا في مواجهة الإرهاب والتطرف عند حدودنا، او على مستوى وضعنا الاقتصادي المرشح مجددا للتراجع».

وحذر من تراكم المشكلات والعراقيل في «ظل عدم التوصل الى ارضية مشتركة في حدها الادنى، ليس لاستخراج الاستحقاق الرئاسي فحسب، بل أيضاً على صعيد تسيير شؤون البلاد والعباد عبر تعطيل السلطتين التنفيذية والاشتراعية. وهو سبب تحذيري الدائم والجدي من الذهاب الى المجهول والانهيار خصوصا في منطقة غير مستقرة، وان احدا لن يأتي من الخارج لمساعدتنا على التوصل الى تسوية كما حصل مرارا سابقا».

وعما اذا لمس لدى دول مجموعة الدعم الدولية اتجاها لفصل الأزمة اللبنانية عن الحرب السورية ونزاعات المنطقة، أجاب: «عرضت أهمية الذهاب الى مكان يساعدنا على إنجاز هذا الاستحقاق لان متطلباته ليست في حجم حل سياسي كالذي يطرح في سوريا او العراق او اليمن او ليبيا، بحيث يفرض نفسه، وقد تكون لهذه الدول أفضلية علينا من حيث الاهتمام الدولي بحالنا في لبنان، ونظرا الى تداعياتها. لكن وضعنا في لبنان حله سهل قياسا بسواه من تلك الدول. المطلوب فحسب اجتماع القوى السياسية اللبنانية بمواكبة قوى إقليمية ودولية لانتخاب رئيس الجمهورية».

هل لمس رغبة في هذا الفصل ام إصرارا على الربط بينهما، قال: «غالبية المسؤولين الإقليميين والدوليين المعنيين بوضعنا في لبنان منشغلون بأزمات اخرى وخصوصا سوريا التي تتسابق كل الدول على عرض عضلاتها وتنفيذ ادوار فيها على حساب بعضها البعض. حتى ان المدخل الأبرز لمواجهة التطرف يتمثل بدعم الاعتدال والمعتدلين وإرساء هذا الخط وتعزيزه في المنطقة. إرساء السلام في المنطقة ربما كان جنبنا ما يجري ودعم الاعتدال والمعتدلين على مدى طويل. لا يمكن مواجهة التطرف والإرهاب بالعنف فقط».

هل قدمت مجموعة الدعم الدولية ادلة ملموسة على دعمها لبنان للخروج من أزماته سوى الوعود، أجاب: «لم أكن أتوقع الكثير من مجموعة الدعم باستثناء الدعم المعنوي، والجميع يعرف ان لبنان في حاجة الى دعم كبير على مستوى ما يتكبده من أعباء كبيرة ناجمة عن النزوح السوري الضخم، وكذلك ما يتطلبه من إجراءات على علاقة بتثبيت النظام الديموقراطي من خلال انتخاب رئيس الجمهورية. سمعنا السنة الماضية كلاما مماثلا فيه إطراء ومديح والتزام مساعدة لبنان، الا ان ذلك يقتضي ان يتبلور من خلال اجتماعات ومتابعتها بين الدول الأعضاء في مجموعة الدعم لتحقيق هذا الهدف، وليس الاكتفاء بتظاهرة سنوية لتبادل الكلمات وإظهار رغبات تؤكد التمسك باستقرار لبنان. المهم ان تكون هناك متابعة. الا انها ويا للأسف لم تتبلور باي إجراءات وخطوات».

هل لمس اي تقدم في معالجة النزاع السوري، قال: «من خلال متابعتنا في الساعات الأربع والعشرين الاخيرة لتطورات سوريا، وجدت ويا للأسف انها تصب كلها في اتجاه التصعيد، واننا لا نزال بعيدين جداً عن اي اتفاق. علما ان العالم برمته كان يعتقد قبل اجتماع الرئيسين الأميركي والروسي بأنه سيكون ثمة مدخل جدي وعملي للتقارب في الحل. تبين ان اللقاء كان جيدا على المستوى الشخصي ووديا، لكنه عمليا لم يسفر عن اي إيجابية لترتيب مداخل الى الحل. والامر نحا في مسار آخر تماماً، بل عرض العضلات العسكرية في المنطقة كان في اوجّه».