كأنه مضمون أحد الإعلانات إذا مش الإثنين، الخميس بالتأكيد. فما من مسؤول إلا وتحدَّث عن هذا الخميس وكأنَّ شيئاً سيحدث ولم يحدث قبله:
الوزير أكرم شهيب الذي تسلَّم ملفَّ النفايات بعدما تقاعس الوزير المختص محمد المشنوق، وبالإمكان عدم ذِكر اسمه، فبمجرَّد إستعمال مصطلح الوزير المتقاعس، فإنَّ الجميع يعرف أن المقصود هو المشنوق، لكن الأنكى من كل ذلك، وبدلاً من أن ينكفىء كلياً فإنه يُطلُّ شمالاً ويميناً، على هذه الشاشة أو تلك، ويدلي بالتصريحات هنا وهناك وكأنه هو الوزير المعني، يعني أنه لا يستحي ولا يعرف المثل القائل وإذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، ولا يتوقف عن الاطلاقات الاعلامية، ولا يشير الى التقاعس والاهمال.
***
إذاً، ماذا سيحصل الخميس، أي بعد غد؟
لئلا يُعلِّل اللبنانيون النفس بأشياء كثيرة، فإنه لن يحصل الشيء الكثير:
النفايات سرحت، وهذه كارثة موصوفة تتحمَّلها الحكومة مجتمعة ووزير البيئة المدلل.
وإذا أراد الرئيس سلام بقّ البحصة فلماذا يتأخر إلى اليوم أو إلى الخميس؟
ولِمَ لم يبقّها من اليوم الأول لنشوب الأزمة أي منذ 17 تموز؟
إن السكوت عن العجز يتحمَّل مسؤوليته ليس العاجز فحسب بل الساكت أيضاً. العاجز في هذه الحال هو الوزير المدلل محمد المشنوق، ولنتذكَّر أنه كان يريد تعيينه وزيراً للداخلية! تصوَّروا محمد المشنوق وزيراً للداخلية، فماذا كان سيحلُّ في البلد؟
***
يقول الناس:
ليحصل ما يحصل، فما حصل كان بالشيء الكارثي، وأي كارثة ستحل بعد؟
يريد أن يستقيل رئيس الحكومة؟ وهو متأكد انه غير مسموح.
يريد أن يعتكِف؟ هذا قراره؟
دولة الرئيس، إذا كان لديك متسع من الوقت، وبالتأكيد لديك الوقت الكثير، رجاءً إقرأ هذا الخبر:
رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قَبِلَ إستقالة محافظ الإسكندرية هاني المسيري بعد عاصفة ممطرة ضربت المحافظة وأودت بحياة خمسة من السكان.
دولة الرئيس أسباب الوفاة في مصر سقوط كابلات الكهرباء على المياه ما تسبب بصعق المتوفين، عندنا في لبنان غرقت الشوارع بالمياه والنفايات لكن لا صواعق كهربائية لأن لا كهرباء، فالكابلات لا حياة فيها ولا كهرباء. المهم أنَّ إجراءً اتُّخِذَ وقضى عملياً بإقالة محافظ الإسكندرية، فماذا فعلت دولتك هنا؟