يحتفظ رئيس الحكومة تمام سلام بكثير من الأمل بإمكانية ايجاد الحلول الإنقاذية للوضع الحكومي والوضع العام في البلاد، برغم التصعيد الاقليمي الحاصل حول قضايا كثيرة لا تعني لبنان مباشرة، لكنها تؤثر فيه بشكل مباشر، وهو يعوّل على بعض المساعي ولو الخجولة لإطلاق عملية تفعيل الحكومة، وقال لـ «السفير» أمس: «سندعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل ربما، ولا زلنا ننتظر مساعي الحلحلة».
وعن إمكانية تجاوب الفريق الوزاري المطالب بحلّ مشكلة التعيينات الأمنية او العودة عن القرارات المتخذة بهذا الشأن كشرط للعودة الى مجلس الوزراء، قال: «لننتظر ونرى. لازلنا نعوّل على تفهّم الجميع لضرورة إنجاز بعض الأمور المتعلقة بحياة المواطنين ومصالحهم وإدارات الدولة مصالحها».
وأبدى سلام أمله في أن يتمّ تجاوز المطبات العالقة، مشيراً الى ان الظروف الخارجية الضاغطة باتت تستلزم منا العمل على إنجاز ما يمكن إنجازه لبقاء الوضع الحكومي والداخلي متماسكاً. وألمح الى انه لم يتلقَّ بعد من الرئيس نبيه بري ما يفيد عن مساعيه مع الأطراف السياسية لتفعيل العمل الحكومي والنيابي.
وكان سلام قد استقبل، قبل ظهر امس في السرايا، الموظفين والإعلاميين العاملين في رئاسة الحكومة لمناسبة السنة الجديدة، وألقى كلمة نوّه فيها بجهودهم «كجسم واحد لخدمة هذا الصرح الوطني التاريخي الكبير، السرايا الحكومية».
وقال: «بعد نحو شهر، يكون قد مرت سنتان على تشكيل حكومتنا. هاتان السنتان لم تكونا عاديتين في ظل الصراع السياسي المستمر في البلد، وفي ظل الشغور الرئاسي الذي لا تمر مناسبة إلا نحضّ الجميع على إيجاد المخرج له لتستقيم أمور البلد، ولنعزز نظامنا الديموقراطي الذي نفاخر به دائماً، ونقول إنه مصدر غنى للبنان لأنه يسمح للجميع بالمشاركة في مسيرة هذا البلد وفي بقائه وطناً حراً سيداً لجميع أبنائه».
وتابع: «في ظل هذه الأجواء، تتضاعف مسؤولياتنا ومهماتنا. نشعر في بعض الأحيان بأننا في هذه الظروف الصعبة جداً غير قادرين على الإنجاز والتقدم، ونرى في أحيان أخرى أننا حققنا إنجازات نعتز بها».
وقال: «شهدنا منذ نحو شهر ونصف شهر حدثاً كبيراً هو الإفراج عن العسكريين الأبطال من أيادي الغدر والإجرام والإرهاب، وقد شكل ذلك إنجازاً وطنياً كبيراً، وتبقى الحاجة الى استكماله بالأبطال العسكريين الآخرين الذين ما زالوا قيد الأسر، وما زالت الجهود تُبذل لإيجاد السبل للإفراج عنهم».
أضاف: «لا شك في أننا أنجزنا الكثير، ولكننا عجزنا عن إنجاز أمور أخرى في ظل الشلل الذي أصاب مؤسساتنا، بدءاً من السلطة التشريعية وانتقالاً الى السلطة التنفيذية. لكن السلطة الإجرائية بطبيعتها لا يمكن أن تكون مشلولة، وإذا شلت تتوقف وينتفي مبرر وجودها. وإنني آمل في مطلع العام الجديد تحقيق كل ما يطمح اليه اللبنانيون، عبر تفعيل السلطة التنفيذية بما يُرضي ضميرنا وبلدنا».
وأعرب سلام عن أسفه لما تشهده المنطقة من «حروب وقتل ودمار وخراب وأذى وضرر وإرهاب»، وقال: «مهمتنا ورسالتنا مستمرة، ونأمل رغم كل هذه الظروف الملبّدة والأجواء غير المريحة والتعثر والعواصف التي تهبّ من وقت الى آخر من هنا وهناك، أن نتمكن معاً من القيام بما يُمليه علينا ضميرنا ووطنيتنا للمحافظة على وطننا الحبيب لبنان».
وقد التقى سلام، في السرايا، أمس، الرئيس أمين الجميل الذي رأى بعد اللقاء أن «هناك أملاً، مع بداية العام الجديد، أن يعقد في أسرع وقت اجتماع لمجلس الوزراء، على الأقل كي نُسَيِّر أمور الناس».