Site icon IMLebanon

سلام: الاستقرار لا يخضع لـ «النزوات»

«الهبة السعودية مستمرة»

سلام: الاستقرار لا يخضع لـ «النزوات»

«الاستقرار اللبناني لا يخضع لنزوات البعض، بل يتطلّب بذل الجهود وتعاضد جميع الأفرقاء من أجل ترسيخه فعلياً وعدم زعزعته». بهذه العبارة المقتضبة أجاب رئيس الحكومة تمام سلام على سؤال يتعلق بالتهديدات المتصاعدة من قبل «التيار الوطني الحرّ» بتعليق عمل الحكومة على خلفية رفض التمديد للقادة الأمنيين.

كلام سلام جاء أثناء لقائه، أمس، مراسلي الصحف السعودية في بيروت عشية زيارته الرسمية اليوم الى السعودية، حيث سيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز وأركان القيادة السعودية يرافقه وفد رسمي يضم الوزراء: نهاد المشنوق، جبران باسيل، عبد المطلب حناوي، سمير مقبل ووائل أبو فاعور، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ورئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد الجسر.

ولعلّ الدافع الأول للزيارة هو تبديد أيّة شوائب اعترت العلاقة بين البلدين بعد رفع بعض القوى اللبنانية سقف نبرتها السياسية ضدّ السعودية على خلفية قيادتها عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، وقال سلام «إن ذهابنا الى المملكة هو خير دليل على حرصنا على هذه العلاقة بين البلدين وسهرنا على تمتينها، ولا فائدة لأحد بإضعاف العلاقة بين لبنان وأية دولة، وخصوصاً المملكة التي لها تاريخها الطويل في دعم لبنان».

ولعل أحد الدوافع الأساسية للزيارة أيضاً هو شكر السعودية على هبة الـ3 مليارات دولار للجيش اللبناني والتي تردّد أخيراً في بعض وسائل الإعلام بأنها ستقتصر على الدفعة الأولى فحسب، والتي تبلغ 600 مليون دولار تسلّمها لبنان أسلحة وأعتدة منذ قرابة الشهر بعد زيارة وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان.

ينفي سلام هذا الأمر واضعاً إياه في خانة الشائعات قائلاً: «منذ اليوم الأول للإعلان عن هذه الهبة وتأخر وصول السلاح لأسباب تقنية بحتة، وحتى بعد بدء التنفيذ والأقاويل والشائعات لا تنتهي. بالنسبة إلينا ليس هذا الدعم من المملكة مستغرباً، لأنه مستمر منذ عهود، وما يحصل من تشكيك لا ينفي بأن الهبة قائمة، وقد تسلّم الجيش اللبناني الجزء الأول منها أثناء زيارة وزير الدفاع الفرنسي الى بيروت وقد أعلن الوزير الفرنسي بأن الدفعات المتلاحقة للجيش ستأتي تباعاً، وعلى الجميع أن يدرك بأن هذه الهبة تمتدّ على 5 أعوام وليس على شهر أو شهرين فحسب».

وأوضح سلام أنه سيتطرق في لقاءاته مع المسؤولين السعوديين إلى موضوع النازحين السوريين الى لبنان «وسنطلب دعماً إضافياً». ولفت الانتباه الى أن اللقاءات ستتطرق أيضاً الى المشاريع الإنمائية المتعددة التي تقوم بها السعودية في لبنان لناحية البنى التحتية وهي أساسية لا سيما مع وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان».

ورداً على سؤال قال سلام إن الإرهاب الذي ضرب المملكة مؤخراً «حاول استهداف بعد مذهبي وطائفي معين وأراد اختراق الوحدة الوطنية السعودية»، ورأى أن «للمملكة القدرة على جبه هذه المحاولات للنيل منها بفعل قيادتها الحكيمة والالتفاف الشعبي الذي تحظى به».

وبالنسبة إلى دعم المملكة للبنان في موضوع الإرهاب قال سلام إن السعودية «كانت سباقة في مساعدة لبنان لمواجهة هذه الآفة عبر تقوية المؤسسات الأمنية اللبنانية وترسيخ الوحدة الوطنية، علماً أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على القوة بل عبر دعم الاعتدال والاستقرار وللمملكة باع طويل في هذا المجال».

ورداً على سؤال عن استمرارية المظلة الدولية للحفاظ على استقرار لبنان، قال سلام إن اللبنانيين مسؤولون عن استقرار بلدهم ولعلّ إنهاء الشغور الرئاسي القائم هو أحد ركائز الاستقرار الرئيسية، والمطلوب من اللبنانيين الإسراع بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لأنه كلما تأخّرنا تراكمت السلبيات وبدأنا ندفع أثماناً باهظة.

وعن وضع لبنانيين اثنين على لائحة الإرهاب السعودية قيل إنهما ينتميان إلى «حزب الله» قال سلام: «هذا شأن سعودي، وما تراه الدول أمراً ضرورياً في ما يخصّ أمنها ومصلحتها ليس لأحد غيرها أن يقرّر به، ويحق للمملكة وللدول الخليجية أن تتخذ ما تراه مناسباً عندما يتعلق الأمر بتهديد أمنها واستقرارها».

وهل سيثير موضــوع ترحــيل اللبنانيــين في بعض الدول الخليجية أجاب سلام: «هذا الموضــوع مطروح منذ أعوام طويلة وهو يحصل بين الفيــنة والأخرى لدواعٍ أمنية بحتة في بعض الدول الخليــجية، ونحن لا نسائل الدول عن معاييرها الأمنية، لكــننا نعــمل على مساعدة اللبنانيين ودعمهم أينما كانوا وأعتــقد أننــا لم نقصّر في هذا المجال بحيث تمكّنا من الحـدّ من هــذه الإجراءات».

وأشار الى أن هذا الموضوع ليس رئيسياً في أجندة زيارته السعودية قائلاً «ما حدث في الإمارات طاول 70 شخصاً أو أكثر بقليل في حين أن الجالية اللبنانية في الإمارات تعدّ 130 ألف لبناني، وبالتالي ليست العلاقة محصورة بالشريحة التي تعد 70 حالة بل بالـ130 ألفاً لا يزالون يساهمون في نهضة الإمارات والأمر سيان بالنسبة الى اللبنانيين في بقية الدول الخليجية، حيث يعمل أكثر من 300 ألف لبناني في السعودية وحدها».