Site icon IMLebanon

سلام يتجه إلى عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء تجنّباً لصدامات جديدة من دون بلوغ الحل

يحاول رئيس الحكومة تمام سلام استيعاب الاحتجاج العوني المصحوب بلغة تصعيدية غير مسبوقة، بتبريد الأجواء واعتماد اُسلوب التهدئة في معالجة التعيينات الأمنية. وتجنبا لجلسة صاخبة قد تزيد الوضع تعقيدا، يتجه الى عدم توجيه دعوة لعقد جلسة للمجلس هذا الاسبوع في انتظار نتائج الاتصالات الجارية من خارجه، من القيادات السياسية الفاعلة والمؤثرة لايجاد مخرج لما يطرحه وزراء عون حول تعيين قائد جديد للجيش قبل 23 أيلول المقبل.

ولفت أحد الوزراء المقربين من سلام الى ان رئيس الحكومة لم يدع السبت الى جلسة كما هي العادة المتبعة، لكن في وسعه ان يفعل اليوم الاثنين او قبل 48 ساعة من التئامها لان ليس هناك جدول اعمال مكتوب وموزع على الوزراء يستوجب إعطاء فرصة زمنية لدرس القضايا المطروحة.

ورأى انه من الأفضل تأجيل جلسة لن تؤدي المناقشات فيها الى أي حل بين الوزراء المؤيدين للتعيين والمعارضين له، والمؤيدين للتمديد منعا للفراغ ، ولأنه ينبغي لرئيس الجمهورية ان يكون له رأي فيه بصفته قائدا للقوات المسلحة. ومما يعزز احتمالات تأجيل الجلسة، ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يقود حملة ترمي الى تعيين قائد جديد للجيش، ويهدّد بإلحاق قرارات مجلس الوزراء، بمعنى آخر تعطيلها، وهو حاليا في كندا ولن يعود قبل يوم الجمعة.

الا أن الثابت أن تأجيل جلسة هذا الاسبوع، لا يعني أن المشكلة ستحل او على الأقل ستهدأ حملات العماد ميشال عون التي تتسم بالحدة من خلال الكلمات التي يلقيها امام التجمعات الشعبية من منزله في الرابية، ويلوّح بتحريك الشارع في محاولة لفرض ما يريد.

ودعا الى التريث لمعرفة ما سيعود به الرئيس فؤاد السنيورة من الرياض التي سافر اليها ليتشاور مع الرئيس سعد الحريري في ما استجد على صعيد دخول الحكومة مرحلة الشلل، وما اذا كان هناك حلحلة ممكنة لمعالجة طلب عون الذي يهدد الاستقرار السياسي ويعطل انتاج السلطة التنفيذية بعد الشلل الذي اصاب السلطة التشريعية.

واستغرب المعارضون استخدام عون رده على عدم التجاوب مع مطالبه، باللجوء الى التعبئة الشعبية والتلويح بالنزول الى الشارع كما كان يحصل عام 1990. وقالوا: “سيأخذ سلام في الاعتبار موقف كل من الرئيس نبيه بري وموقف المجتمعين في منزل وزير الاتصالات بطرس حرب ان ليس في وسع وزيرين او اكثر أن يعطّلا اجتماعات مجلس الوزراء اذا لم يصر الى التجاوب مع ما يطالب به .وهذان الموقفان يمكن الرئيس سلام ان يتسلّح بهما ويبلغ وزراء عون ومؤيديهم ان افرقاء سياسيين آخرين يعارضون ما يريده، ولا يمكن تجاوزهم”.

وسألوا “لماذا قبل الجنرال التمديد لمجلس النواب وسكت عن وضع قانون انتخابات جديد؟”. وماذا يريد عون ان يقول في الشعار الجديد الذي أطلقه اول من امس السبت امام تجمع لمناصريه: “حقوقنا او المواجهة؟” من ادعى انه يريد انتزاع منصب قائد الجيش من الموارنة؟ وأي خطأ يرتكبه الفريق المعارض للتعيين عندما يشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قبل تعيين قائد الجيش الذي درج ان يختاره رئيس للبلاد؟”.