رئيس الحكومة يتّجه لتوسيع مروحة الاتصالات
سلام: ما ذنب البلد إذا اختلفت القوى السياسية؟
واصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لقاءاته واتصالاته مع مكونات الحكومة من اجل معالجة الازمة الحكومية الجديدة، فالتقى، في السرايا الكبيرة امس، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش ووزير العمل سجعان قزي ووزير الثقافة ريمون عريجي، واستمع الى مواقف القوى التي يمثلونها. ونُقل عنه أنه لا زال متريثاً في الدعوة الى جلسة للحكومة، لكنه لا يستطيع الانتظار طويلاً «فما ذنبي وذنب البلد أن تتعطّل مصالحه ومصالح الدولة والمواطنين، إذا كانت بعض القوى السياسية مختلفة على موضوع ما».
ولمس زوار السرايا أن الرئيس سلام يتعرض لضغوط كثيرة ويحمل اثقالاً كبيرة، وانه سيوسع اتصالاته لتشمل المرجعيات الكبرى مثل رئيس المجلس نبيه بري وربما الرئيس سعد الحريري. ونقلوا عنه قوله: «ماذا تنتظر القوى السياسية بعد هذا التردّي الحاصل لتحزم أمرها؟ هناك مسؤوليات مترتبة عليّ وعلى القوى السياسية جميعها، ولا نستطيع أن نترك البلد هكذا». وأشار الزوار إلى أن ازمة الحكومة وصلت الى مكان خطير ولا بدّ من إيجاد العلاج لها، وإن كان سلام يعتقد ان الازمة لن تطول، «ولكن العلاج ليس بيد رئيس الحكومة وحده بل هو مسؤولية الجميع».
وأشار الوزير قزي بعد اللقاء إلى أنه «تمنينا على الرئيس سلام توجيه دعوة للحكومة للاجتماع لتواصل أعمالها وتُقر البنود المتعلقة بشؤون الناس والمجتمع، خاصة في هذه المرحلة التي ينتظرها اللبنانيون كل سنة وهي مرحلة فصل الاصطياف ومجيء السياح والحركة الاقتصادية والسياحية والمالية. وأعتقد أن الرئيس سلام يتّجه الى الدعوة لمجلس الوزراء، لكنه لم يحدد بعد الساعة ولا اليوم بانتظار بعض الاتصالات التي سيجريها في خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.
ورأى أن الوقت المناسب لتوجيه الدعوة للجلسة «هو كل يوم»، أضاف: «لا أعتقد أن المواقف ستتغير من الآن وحتى اشهر والانتظار سيطول، ونحن ضد ان تكون هذه الحكومة حكومة مع وقف التنفيذ وكأنها مستقيلة من دون أن يُعلَن عن استقالتها. هذه الحكومة تألفت للمحافظة على ما بقي من دولة وعلى مصالح الناس، واذا كان هناك من يريد تفريغ الدولة لتسهيل إعادة النظر بالوضع اللبناني مع ما يجري في الشرق الأوسط، فتلك مؤامرة كبرى على البلاد».
أما الوزير فنيش، فأكد لـ «السفير» أنه ركز في اللقاء على قضية تسريب اشرطة الفيديو من سجن رومية، «ومررنا على الوضع الحكومي بشكل عام، حيث الامور لا زالت على حالها والرئيس سلام سيواصل اتصالاته مع كل الاطراف لإيجاد الحلول».
واعتبر فنيش أن «ما حصل في الفترة الأخيرة من ممارسات مشينة بحق بعض المساجين، مدان ومستنكر، وينبغي أن يستكمل التحقيق ومعاقبة كل مَن ارتكب هذه المخالفة وهذه الإساءة للحقوق الإنسانية والمخالفة القانونية. والأمر الآخر المطلوب من التحقيق أن يصل إلى معرفة مَن هو الذي سرّب الشريط ومَن أراد توظيف واستغلال هذا الحادث لغايات تدخل البلد عبر الممارسات التي حصلت في الشارع، في أجواء من الفوضى، وتوفر المناخ الملائم للاتجاهات المتطرفة والتيارات التكفيرية للعودة مجدداً من خلال إثارة العصبيات والعبث بأمن المواطنين والمناطق»، معتبراً أن اتهام «حزب الله» بتسريب الأشرطة وتغطية من اتُهم بالتسريب وبالتحريض، «يفتقر الى الاخلاقية السياسية والقانونية من خلال موقعه».
والتقى سلام وفداً من «جمعية شراكة النهضة اللبنانية ـ الأميركية»، تحدّث باسمه وليد معلوف الذي وضعه في أجواء المؤتمر الذي ستعقده الجمعية اليوم الجمعة في فندق «فينيسيا» للبحث في أمور عدة تهمّ الشعب اللبناني كالبيئة والتكنولوجيا والبنى التحتية.
ومن زوار السرايا الكبيرة النائب السابق فيصل الداوود.