IMLebanon

سلام لن يستقيل

في موازاة الحوار الصاخب في المجلس النيابي، تتسارع التحركات والمساعي على أكثر من مستوى داخل الحكومة لإيجاد تسوية نهائية لأزمة النفايات التي كانت وصلت الى ذروتها مع موجة الأمطار الغزيرة في نهاية الأسبوع الماضي. واذا كان مشهد النفايات العائمة في شوارع العاصمة يعكس بدقة حال الغرق الداخلي والتخبط الداخلي في الأزمات، فأن مصدرا وزاريا استبعد حصول اي حلحلة قريبة في هذا الإطار اذ كشف عن صعوبات تواجه خطة وزير الزراعة وأكرم شهيب وذلك على الرغم من حجم المعاناة اليومية لكل اللبنانيين من دون استثناء. وأوضح أن رئيس الحكومة تمام سلام، لم يتلقى حتى الساعة أية ردود حاسمة من قبل مجمل القوى السياسية التي يجري التفاوض معها من أجل تحديد المكبات وذلك في ضوء الأعتراض الكبير على إقامة مكب في سرار وفي السلسلة الشرقية.

وتوقع المصدر الوزاري تنامي الإعتراض الشعبي في الشارع في الأيام القليلة المقبلة بسبب تراكم هذه الأزمة، خصوصا اذا ما بادر رئيس الحكومة الى تنفيذ تهديده بالكشف عن المسؤولين عن العرقلة خصوصا في الاوساط البقاعية كافة وليس فقط حزب الله، علما أن مباشرة العمل في مطمر الناعمة لايام معدودة مرتبطة بتحديد المطمر البقاعي والمطمرين السابقين كذلك توقع تصعيد الاحتجاجات من قبل الحراك المدني قرب المقرات الرسمية والوزارات بعدما يتم الكشف عن الخطوط المخفية وراء عقدة ازمة النفايات، وذلك في ضوء المحاولات الجارية لتوظيف هذه المشكلة العامة البيئية والصحية وفي البازار السياسي. وفي هذا السياق لم يستبعد المصدر نفسه المفاجئات على هذا الصعيد فيما لوفشل المسعى الحالي الذي يقوم به الرئيس سلام باتجاه المراجع السياسية كافة والذي يهدف الى اطلاق قطار الحل في الساعات الـ48 المقبلة. ولاحظ أن الحركة العفوية مساء الاحد الماضي امام منزل رئيس الحكومة، لم تكن سوى تعبير سريع عن الحالة الخطيرة التي وصلت اليها الأوضاع الصحية والحياتية والبيئية بسبب ما بدأ ينتشر من أمراض على نقاط واسعة في مناطق عدة وذلك خلال الفترة التي سبقت الامطار الغزيرة وطوفان النفايات، ومن المتوقع ان يزداد الخطر بعدما كشف وزير الصحة وائل ابوفاعور عن تردي الوضع الصحي وتسجيل اصابات ببعض الامراض.

لكن المصدر الوزاري شدد على ان الفريق المشترك الحكومي والبيئي المتخصص بحل هذه الازمة كما سائر اعضاء الحكومة، قد باتا عاجزين عن مقاربة الملف، مما يستدعي مواكبة سريعة من قبل الكتل النيابية كافة، لافتا الى ان الرئيس سلام عرض حيثيات ووقائع على طاولة الحوار بالامس وقد ابدى المتحاورون اهتماما لافتا بوجود التعاون للوصول الى مخرج من المازق التي يتهدد الجميع ويتقدم على العناوين السياسية.

وعلى الرغم من غياب الكتائب عن حوار الامس والذي يندرج في سياق الضغط لتسريع الحل السياسي لازمة النفايات قبل الحل العملاني، فقد كشف المصدر ان النائب وليد جنبلاط قد ابلغ المتحاورين ثباته على موقفه في هذا الملف رغم غيابه عن الجلسة، وذلك في ظل اكثر من رسالة سلبية برزت من قبل قوى سياسية خلال الاسبوع الماضي وادت الى وضع الملف امام الحائط المسدود، وهو ما دفع برئيس الحكومة الى ابلاغ اكثر من وزير قريب منه بيأسه وبأنه قد يبادر الى اتخاذ خطوة تصعيدية رغم كل «المحظورات» السياسية. لكن المصدر نفسه خلص الى ان كل ما يطرح عن استقالة الرئيس سلام اوالحكومة غير واقعي مؤكدا ان التهديد بطرح الوقائع امام الرأي العام بالنسبة لمعضلة النفايات هو المقصود فقط في التصعيد المذكور وليس الاستقالة الحكومية وان كان قد وصل الى قناعة بان الحكومة قد استقالت فعلا بنظر الرأي العام وهو ما يدعو اليه بعض القوى السياسية التي تريد دفع الامور نحو الهاوية.