IMLebanon

سلامة والحوت مثل ومثال فحافظوا عليهما

… وبدأ العهد ينتظم. رئيس جمهورية، رئيس حكومة وحكومة، ثقة مجلس النواب بالحكومة، والنتيجة:

هيا إلى العمل.

لا حجَّة لأحد أن يقول إنَّ لا إمكانية لإنجاز قانون جديد للإنتخابات لتجري الإنتخابات على أساسه.

لا حجَّة لأحد أن يقول إنَّ لا إمكانية لإنجاز الموازنة العامة للعام 2017 ليتمَّ الصرف على أساسها، لا على أساس القاعدة الإثني عشرية.

لا حجَّة لأحد أن يقول إنَّ الإدارة ستبقى مترهلة، لأنَّ هناك نسبة كبيرة من الشغور في المواقع الإدارية القيادية.

***

لكن مهلاً، النية شيء، والشفافية في الإنجاز شيء آخر. بمعنى أوضح، مع كل بداية عهد، وحتى مع كل بداية حكومة، تفتح الشهية على الرغبة في وضع اليد على مناصب أساسية واستراتيجية. الحق، كل الحق، في أن يتمَّ ملء الشواغر وفق آلية تعتمد السِيَر الذاتية الحسنة، والترشيحات وفق مجلس الخدمة المدنية، بعد الأخذ بآراء هيئات التفتيش، فتأتي التعيينات مستوفيةً للشروط الإدارية والعلمية الصحيحة لا وفق المحسوبيات.

أكثر من كلِّ ذلك، فإنَّ التعيينات يُفتَرض أن تتم وفق أولويات الشغور، بمعنى أن تبدأ العملية بالمواقع الشاغرة، وهلمَّ جرّا، إلى حين الوصول إلى الأماكن التي تحتمل الإنتظار لأنَّ ليس فيها شغور في الوقت الراهن.

***

نقول هذا الكلام لأنَّه بدأت تُطرَح في المنتديات مسألة خلافة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت.

حيال هذه الطروحات فإنَّ متابعين لهذه الملفات، يضعون النقاط على الحروف من خلال معطيات نجاحاتهما التالية:

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي تنتهي ولايته في حزيران المقبل، هو الذي أنقذ الوضع النقدي منذ تعيينه في منصبه أي منذ منتصف التسعينيات، وحتى خصومه يشهدون له أنَّه بفضل الهندسات المالية، إستطاع أن يحافظ على ثبات الوضع النقدي واستقراره في البلد على مدى عقدين من الزمن، ولولا الهندسات المالية التي قام بها لكانت الليرة اللبنانية في مهب التلاعب وتدهور قيمتها.

لذا فإنَّ الطمأنة في ما خصَّ وضع الليرة لا يتحقق إلا من خلال المحافظة على رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان.

***

وما ينطبق على حاكم مصرف لبنان، ينطبق أيضاً على طيران الشرق الأوسط الذي يتولى رئاسة مجلس إدارتها محمد الحوت، لولا هذا الرجل لكانت الشركة تحت أعباء الديون بمئات ملايين الدولارات، محمد الحوت استطاع في وقتٍ قياسي تحقيق الخطوات التالية:

تسديد كافة الديون المترتِّبة على الشركة.

رفع عدد أسطول الشركة من الطائرات.

***

مثل هذين الرجلين، فإنَّ التكريم كل التكريم لهما بالنجاحات المتتالية عبر الأعوام يكون بإبقائهما في منصبيهما، لأنَّ هذا البقاء هو المؤشر الأساسي للوضع المالي والإقتصادي للبلد.