في بورصة الأسماء المرشحة لتولي رئاسة آخر حكومات العهد، يتم التداول همساً وعلناً باسم وزير البيئة السابق طارق الخطيب العامل بنشاط على خط دمشق ـ ميرنا الشالوحي بدوام كامل، كما يُحكى باسم كلّ من وزيري الإقتصاد والداخلية بسام مولوي وأمين سلام لتكليفه تشكيل الحكومة العتيدة، إلى الدكتور نوّاف سلام، المُتحفّظ على ترئيسه من “الثنائي الوطني” ( “الثنائي الشيعي” سابقاً) بوصفه مرشح “أميركا والخليج والأوروبيين”.
يفضل الثنائي عدم الإتيان بوجع رأس. نجيب ميقاتي، مدوّر الزوايا، ممَ يشكو؟ إن كان جبران معترضاً على “استمراريته” فالحزب في مقدوره “تبليع” خيار ميقاتي لجبران، وإن “الحوزب” على كل شيء قدير. وقد تعيد النائبة بوليت سيراكان يعقوبيان، إحياء خيار النائب حليمة القعقور. في الـ2018 نالت القعقور صوتاً واحداً في الإستشارات الملزمة، ولا تبدو اسهمها اليوم مرتفعة. وقد تكون مع خيارات الفصل: فصل النيابة عن الوزارة، فصل الدين عن الدولة وفصل كلن عن كلن. واسم ثنائي صيدا، أي النائبين عبد الرحمن البزري أسامة سعد وارد “بس كل واحد لوحدو”، رغم اعتراض “الحزب” على البزري.
في كل المداولات والتداولات لم يؤتَ على ذكر اسم الدكتور صالح المشنوق كمرشح لخلافة الرئيس ميقاتي، لا في التقارير التلفزيونية ولا في التقارير المقروءة ولا في التقارير السرية ولا في أي مطبخ عربي أو أوروبي أو أميركي. لمَ لا يكون المشنوق مرشّح القوى السيادية الأوحد وخيارها الأول بمعزل عن رضى أولياء البلد؟
فالدكتور الشاب يملك رؤية إقتصادية واضحة وكان سبّاقا في انتقاد سياسات الدعم وفي تقديم البدائل.
وصالح المشنوق، الأستاذ الجامعي، قارئ ملم بكل التحوّلات الإقليمية والدولية المؤثرة على لبنان.
وصالح ابن 14 آذار والثورة والتغيير والشارع.
وصالح جريء في انتقاد العهد والميليشيا الحاكمة وقتلة الأحرار وآخرهم لقمان.
وصالح جهر ويجهر بموقفه الحاد من النظام السوري وشبيحته ولم يهادن يوماً.
وصالح لم يداهن في دعمه للتحقيق العدلي في جريمة مرفأ بيروت إلى الآخر.
وصالح متصالح مع نفسه، لا يقول الشيء وعكسه، سعياً لمصلحة أو مسايرةً لمحور ومحاور.
تشعر وأنت تسمعه، أنه يترجم أفكارك من دون وسيط، ويقنعك من دون جهد، ويشعل ذهنك من دون نار، ويتكلّم باسمك من دون تكليف، فكيف إذا كُلّف غداً أو في عهد جديد لا أثر فيه لنكهة البرتقال؟