IMLebanon

مقتل صالح يكشف جذرية مشروع الحوثيين

 

كان علي عبدالله صالح يصف حكم اليمن بأنه مثل الرقص على رؤوس الأفاعي. وهو كان بارعا في ذلك خلال ثلاثة عقود من ممارسة السلطة كرئيس جاء حين لم يجرؤ أحد على الترشح للمنصب في أعقاب سلسلة اغتيالات لثلاثة رؤساء. وبدا بارعا في التنازل عن السلطة خلال اجتماع في الرياض، ثم في السعي لاستعادة السلطة بالتحالف مع خصومه الحوثيين الذين شنّ عليهم ست حروب. لكن ثلاث سنوات من التحالف والقتال كشفت ان الحوثيين يستخدمونه كورقة من حيث أراد هو استخدامهم. وحين قرر فكّ الشراكة ودعا الى الانتفاضة على ميليشيات الحوثي والحوار مع دول التحالف التي تقاتل في اليمن بقيادة السعودية، فان حساباته قادت الى حتفه برصاص شركائه في يوم وصفه زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي بأنه تاريخي واستثنائي.

ولا أحد يعرف كيف تتطور الأمور في اليمن بعد فكّ الشراكة ومقتل صالح. فالحرب المعقدة تزداد تعقيدا. وحزب المؤتمر الشعبي يواجه تحديات كبيرة في امتحان صعب بعد مقتل الرئيس السابق الذي أنشأه وقاده في السلطة وخارجها، في التوازن بين القبائل أيام السلم وفي فقدان التوازن خلال الحرب. والحوثيون يقولون انهم تغلبوا على كل المكائد والمؤامرات في الطريق الى الغلبة النهائية.

 

والتحالف العربي بقيادة السعودية يراهن على المزيد من تضامن اليمنيين ضد المشروع الايراني، ويرى مع حكم الرئيس هادي المعترف به دوليا ضرورة التصعيد في القتال لانهاء انقلاب الحوثيين وابقاء اليمن في الحضن العربي.

لكن ما بات الجميع يعرفه هو جذرية المشروع الذي يقاتل من أجله الحوثيون، بحيث لا يتورعون عن قتل الشريك القوي بعد أيام من القتال وفكّ الشراكة. فلا أنصار الله مجرد حزب سياسي مسلح مثل كل الأحزاب والقبائل في اليمن بمقدار ما هم حركة ايديولوجية دينية كاملة الأوصاف. ولا استعادة الإمامة خارج أجندتهم، وان قيل انهم قد يحافظون على الجمهورية التي أقامتها الثورة، ولكن في اطار جمهورية اسلامية على الطريقة الايرانية، حيث للجمهورية رئيس والسلطة المطلقة للمرشد الأعلى. فضلا عن ان طهران التي تنفي دعمها للحوثيين بالسلاح والمال والاعلام تفاخر من جهة ثانية بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية هي صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت.

وبصرف النظر عن نسبة الصحة والخطأ في اتهام حزب الله بتدريب الحوثيين وتقديم المستشارين لهم، فان التضامن الاعلامي والسياسي معهم واضح، وليس سرا ان التحليلات المتعلقة باستقالة الرئيس سعد الحريري تربط صيغة العودة عنها بتطورات الأوضاع في اليمن الى جانب عوامل أخرى.