الحريري في موقع الضعيف .. ورياح المنطقة تلائم شراع السفينة اللبنانية
يعتبر عضو «تكتل لبنان القوي» النائب سليم عون ان «ما بعد جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب لن يكون كما قبله من منطلق انها حركت الملف الحكومي وكانت اكثر من مفيدة بحيث ظهرت الحقائق لجهة من يعرقل التشكيل ومن يسعى لازالة كل العوائق لانجاز العملية»، لافتا الى انه وان صح انها لم تغير بواقع التواصل المقطوع بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف، الا انها جعلت التواصل بالواسطة اكثر نشاطا، بحيث دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري بفعالية وبقوة على خط الوساطات كما جرى في الوقت عينه تفعيل وساطة البطريرك بشارة الراعي».
ويشير عون في حديث ل»الديار» الى ان «كل ما سبق ادى الى تحريك الملف واعطائه فرصة جديدة واخيرة، بحيث بتنا على مفترق طرق، فاما تشكل الحكومة قريبا او سنسلك طريقا آخر لا نحبذ سلوكه»، ويضيف:» اصبح واضحا للجميع ان كل محاولات الحريري لارضاء الطرف السعودي باءت بالفشل، ويفترض انه بات على يقين ان الضوء الاخضر السعودي لن يأتي. ولعل ابرز ما يمكن استخلاصه ان كل ما كانوا يسوّقونه عن ان الحريري حاجة اقليمية وخارجية، وان لا مساعدات خارجية من دونه، لا يمت الى الواقع بصلة، اذ ثبت ان الحريري نفسه هو مشكلة لنا مع الخارج».
ويرى عون ان «الايام اثبتت كذلك ان رئيس تيارالمستقبل ليس لا حاجة داخلية ولا خارجية، وهو اليوم بموقع الضعيف، لذلك له مصلحة كبيرة في انجاز عملية التشكيل، خاصة اذا شعر ان داعمه الاساسي الرئيس بري، غير مقتنع بهذا الأداء، ولا يستطيع ان يواصل دعمه بهذا السقف المرتفع»، موضحا ان «تقصير ولاية المجلس النيابي او الاستقالة منه، يندرجان حاليا في خانة الضغط لتشكيل الحكومة، لكن اذا اكتشفنا ان هذه الضغوط لم تؤد غايتها، عندئذ ستصبح الخطوة جدية، وان كنا لا نرى فيها حلا للازمة، ونفضل تشكيل حكومة كيلا نهدر المزيد من الوقت». ويضيف: «اما اذا استمر الوضع على ما هو عليه ورأينا انه يجري الدفع باتجاه عدم تشكيل حكومة حتى نهاية العهد، فلا شك اننا سنقدم عليها».
وعن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة، يقول عون: «الكل يعي ان لا قدرة للحريري وحده على انقاذ البلد، وانه يحتاج الى مساعدة الجميع من خلال عملية تفاهم داخلي واسع… فالمراحل القادمة تتطلب قرارات جريئة وتضامنا داخليا، لكن للاسف حتى الساعة تصرفات الحريري لا تدعو الى التفاؤل، بخلاف الرياح الخارجية التي نؤكد انها ستكون في مصلحة لبنان وليس ضده، فبعد كل الضغوط التي تعرضنا لها، بدأت التحولات التي تؤسس لانفراجات، خصوصا لجهة العلاقات بين دول الخليج ودمشق ما سيؤدي الى استقرار في سوريا يقوي نشاطها الاقتصادي، ما يؤدي تلقائيا الى تخفيف الضغوط على لبنان وبخاصة بموضوع اعادة النازحين حيث من المفترض ان نشهد تعاونا دوليا كبيرا لتأمين التمويل لاعادتهم».
ويتحدث عون عن «تطور آخر مرتبط بمسار الاتفاق النووي الذي كان ينعكس علينا سلبا، اما اليوم فقد تغير كل ذلك، اضف انه بعد الانتخابات الايرانية نتوقع تفعيل اكبر للاتفاقات الاقليمية والدولية، ما يعني ان رياح المنطقة ملائمة لشراع السفينة اللبنانية، من دون ان نغفل المعادلة الجديدة التي ولدت في فلسطين المحتلة حيث تم كسر صفقة القرن ما سينعكس ايضا ايجابا على لبنان بملف اللاجئين الفلسطينيين».
ويختم عون داعيا الحريري الى «اعادة حساباته بناء على كل ما سبق، ومد يده للرئيس عون والتيار ووقف عملية العناد والتوجه سريعا لتشكيل حكومة تنطلق في الاصلاحات والنهوض بالبلد… أفيعقل ان يبقى خارج البلد واضعا ورقة التكليف في جيبه»؟!