IMLebanon

العقل السليم و… سليم

 

 

لا حاجة بنا إلى أموال “سيدر” المجمّدة، ولا إلى قروض صندوق النقد الدولي الميسّرة، ولسنا مهتمين فعليّاً بأي “مكرمة” قطرية ولسنا “مشردقين” بأي وديعة سُعودية.

 

ولن “نستقتل” للحصول على أي سنت من البنك الدولي لانتشالنا من وادي جهنم فـ”اموال اللبنانيين الموجودة في بيوتهم وأموال المغتربين قادرة على إعادة البلد إلى سكة الإنقاذ”، على ما قاله نائب زحلة المفوّه المهندس سليم عون.

 

مدهش في دفاعه عن العهد وولي العهد وأصهرة العهد. في جلسة الثقة لم يقبل وصف جبران الحبيب بالرعديد. وقف. نفض غرّته المتخيّلة. كشّر عن أنيابه. زأر في غابة الأونيسكو فارتعدت فرائص أعضاء هيئة مكتب المجلس وفريد هيكل الخازن. ظلّ الخازني طوال ثلاث ليال يستيقظ مذعوراً من صوت سليم. إلى أن جيء بمن صبّت رصاصة فوق رأس نائب كسروان وخلصته من كابوس سليم.

 

ومن أجمل أقوال نائب زحلة في الصهرين اللدودين، يوم كان العماد عون يسعى لفرض العميد شامل روكز قائداً للجيش، “جبران وشامل مش مهمين لأنن من أصهرة الجنرال، والصحيح لأنن مهمّين صاهروا الجنرال”. أذكر أنني ومجموعة من الأصدقاء بقينا منشدهين أمام التلفاز لربع ساعة فاتحين أفواهنا عاجزين عن النطق بأي كلمة. عقدت الدهشة ألسنتنا إلى أن جاء طبق القريدس فخرجنا من حالة الدهشة وأطبقنا أفواهنا على ما لذّ وطاب.

 

قبل نحو شهر غرّد عون: “كان بدن يعرقلوا تشكيل الحكومة، ويوقفوا التدقيق الجنائي ويفشلوا عملية الإنقاذ ويفجروا البلد ويحملوا العهد مسؤولية الخراب بس فخامة الرئيس ما خلّاهن”.

 

من هم يا سليم ؟

 

يقول سليم كلمته ويمشي. ترجوه “أخبرنا يا سليم. بليز. نحن أصدقاء. إفضح المستور من كان يريد أن يفشل الإنقاذ ويفجر العهد. وحياة معزتك عندي أخبرنا.

 

ما خلّا مين السيد الرئيس؟ من مين مستحي؟”.

 

لم يضفْ سليم حرفاً على تغريدته تلك. ترك اللبيب على الغصن مشتت الذهن حيراناً. معروف أن النائب عون، المنتصب كالرمح، الناري كبركان، الطيّب كقلب خسّة من كبار المغرّدين على موقع “تويتر”، لا بل أنه مفرط بالتغريد ويعرف كيف يقتنص المناسبة. ففي عيد الفطر المبارك غرّد عون “لن يمر عيد الأضحى المبارك هذه السنة من دون أضاحي سياسية الله كبيـر. وما رح يصح إلاّ الصحيح”. وفي عيد الأضحى المقبل، أتوقع تغريدة مماثلة في الجوهـر “في عيد الفطر، انفطر قلبنا على من راهنوا على فشل العهد. خسروا الرهان ونجح فخامة الرئيس”.

 

تنسب عبارة “العقل السليم في الجسم السليم” للشاعر اللاتيني جوفينال، وثمة من ينسبها للفيلسوف اليوناني طاليس. أياً كان قائلها فسليم عون كذّب المقولة.