Site icon IMLebanon

ومن الترشيح ما قَتَل… لماذا ورَّط ملحم خلف سليم إده؟

 

عندما بدأ الحديث بالاستحقاق الرئاسي، فوتِح السيد سليم إده من قبل الأميركيين إذا ما كانت لديه القابلية للترشح إلى رئاسة الجمهورية، أو ليقبل بأن يرشحه أحد، جاء جوابه بالرفض وابلغ إلى مَن فاتحوه بأنه يُؤْثِر تعاطي الشأن العام من خلال المساعدات التي يُقدِّمها سواء التربوية أو الصحية أو الإنسانية عموماً.

 

كانت المفاجأة في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية أن السيد سليم إده نال أحد عشر صوتًا هو عدد نواب «قوى التغيير» الذين اقترعوا له رغمًا عنه. وبدا واضحاً أن «ضابط إيقاع» النواب الأحد عشر هو النائب ملحم خلف الذي يتلقى مساعدات مالية لجمعيته «جمعية فرح العطاء» من السيد إده الذي يقدِّم مساعدات مالية لأكثر من جمعية ولأكثر من مدرسة وجامعة.

 

لكن محاولة النائب خلف «رد الجميل» لسليم إده أعطت ردة فعل عكسية وأضرَّت بصورة إده، رجل العطاء، فصوَّرته بأنه ساعٍ للسلطة، علماً أن العكس هو الحقيقة، وما هو ثابت أن خلف ورَّط إده بما لا يريده ولا يقبل به، ولكن «سبق السيف العزل»، فتسابقت الجيوش الإلكترونية على مهاجمته وعلى تشويه صورته، وهنا وقف النائب ملحم خلف على الحياد والتزم «الصمت المريب» حيال ما فعله بصديقه وولي نعمة جمعيته.

 

ولكن في السياسة، لماذا فعل ملحم خلف ما فعله؟

 

الجواب بكل بساطة هو خطأ في الحسابات وفي التقديرات. النائب ملحم خلف «أقنع» نواب قوى التغيير بعدم الإقتراع للنائب ميشال معوّض، من دون سبب واضح أو منطقي أو مَقنِع، ولأنه لا يريد أن يضع، مع زملائه، ورقة بيضاء، لئلا يوضَع في خانة نواب الثامن من آذار، فإنه ارتأى أن يصيب عصفورين بحجر واحد: من جهة «يبيِّض وجهه» مع ولي نعمة جمعيته، سليم إده، ومن جهة ثانية يحرم النائب ميشال معوض من أصوات التغييريين من دون سبب مقنع. لكن حسابات حقل خلف لم تطابق بيدر إده الذي أصدر في غداة يوم الإنتخاب بيانًا فيه نفحة اعتراضية على ما قام به النائب خلف، إذ قال في بيانه «سأكون، كما كنت، في خدمة لبنان والإنسان فيه، بعيداً من الإعلام ومن أي سعي إلى المناصب».

 

حين يقول إده إنه «بعيد من أي سعي إلى المناصب»، وهذا يعرفه ملحم خلف، فلماذا ورَّطه في ما لا يسعى إليه؟ والأهم من كل ذلك، كيف نجح في توريط زملائه الآخرين؟

 

المؤسف أن السيد سليم إده، يحتاج إلى ترميم صورته لدى الرأي العام، والتي شوهها النائب ملحم خلف، ربما عن سابق تصوّر وتصميم، والأيام الآتية ستكشف حقيقة الدور الذي يقوم به، ولمصلحة مَن؟