من قمة الرياض عام 1976، التي أنهت حرب السنتين في لبنان، إلى مؤتمر الطائف عام 1989 الذي وضع حدًا لحرب الخمسة عشر عامًا، المملكة العربية السعودية حاضرة دائمًا لنجدة لبنان، وهذا عهدٌ مستمرٌ عليها، حملهُ ملوكها وقياداتها، وصولاً إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، صاحب الأيادي البيضاء في مساعدة لبنان وصاحب القلب الكبير تجاه اللبنانيين الذين يعرف أحوالهم بأكثر مما يعرفه المسؤولون اللبنانيون.
الملك سلمان كان يوصَف دائمًا بأنه أمين سر العائلة المالكة، ورئيس مجلسها، والمستشار الخاص لملوك المملكة، كما عُرف عنه قربه من الإعلاميين عامة، وكُتّاب الرأي خاصة، وتواصله الدائم معهم، واهتمامه بنتاجهم الفكري، ومتابعته لما يكتبون.. بفكر منفتح وقلب كبير يحمل الحب والتقدير حتى مع مَن يختلف معهم في الكتابة، حتى لسُمِّي عن حق بأنه الملك المواطن.
هذه الصفات، إنْ دلَّت على شيء، فعلى أن المملكة ستنتعش فيها روح التواصل بين القيادة وشعبها، وأكثر من ذلك بين القيادة والدول الأخرى.
وقيادة المملكة من الملك إلى ولي العهد الامير مقرن الذي اضطلع بمسؤوليات حساسة وفي مقدمها الأمر الملكي عام 2005 بتعيينه رئيساً للاستخبارات العامة، وفي العام 2012 تمّ تعيينه مستشارا ومبعوثًا للملك، وفي العام الماضي تمّ تعيينه ولياً لولي العهد مع استمراره نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
مع جيل الشباب تتطلَّع المملكة إلى مواكبة روح العصر، ويتجسَّد ذلك في الامر الملكي بتعيين الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد:
الامير محمد بن نايف تعرض في 27 آب من العام 2009 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، تعرض من قبل هذه الحادثة لعدة محاولات اغتيال كان من بينها محاولة في مكتبه في وزارة الداخلية بالرياض، ومحاولة أخرى من خلال إحدى الجماعات الإرهابية أثناء زيارته لليمن ، هذا السجل دفع بشبكة msnbc إلى وصفه بأنه جنرال الحرب على الإرهاب، كما وصفه مسؤولون أميركيون وأوربيون بأنه قائد واحدة من أكثر، إن لم يكن أكثر، العمليات الفعالة لمكافحة الإرهاب في العالم.
وروح الشباب تتجسَّد ايضًا في رئيس الديوان الملكي الجديد الامير محمد بن سلمان الذي تسلّم ايضًا وزارة الدفاع وكذلك المستشار الخاص للملك سلمان.
مصطلح الديوان يعني ان يكون المكان مشرَّع الابواب لا إقفال لها ولا أَقفال، لكن رئيس الديوان السابق حوَّل الديوان إلى مكان مُقفَل فانقطع التواصل وكان هو مسؤولا عن هذا الانقطاع، فهل يُعقل ان رئيس الديوان الملكي السابق تعمَّد إحداث هذا الشرخ بين القيادة والشعب وكذلك بين القيادة وكل طالب موعد؟
رئيس الديوان الملكي الجديد أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه، وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية، مسك الخيرية، وحين يكون إسمها مسك الخيرية فهذا يعني مدى تطلعه الى ان يتحوّل الخير على يديه إلى مسك.
إنها المملكة في عهد جديد، وإنها القيادة في هذا العهد، ولهذا يتطلَّع شعبها وأبناء الدول العربية، ومن بينهم اللبنانيون، إلى عهد جديد هو عهد الخير وترجمة الوفاء.