IMLebanon

الكذب ملح الدول

المثل يقول «الكذب ملح الرجال»… ولكن لشدّة ما تكذب الولايات المتحدة الأميركية، ولشدّة ما تكذب إيران، صار من الضرورة تطوير هذا المثل ليصبح «الكذب ملح الدول» خصوصاً الدول العظمى… والدول التي تحسب نفسها عظمى أو تسعى لأن تكون…

كشفت «وول ستريت جورنال» أنّ الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه رسالة سرية الى إيران يدعوها فيها الى التعاون في محاربة «داعش» إنطلاقاً من المصلحة المشتركة… ولكن يجب إنهاء الملف النووي أوّلاً الذي تحرص واشنطن على عدم البحث في أي ملف آخر سواه مع إيران قبل إنجازه.

وهذا الملف هو مدار بحث ومفاوضات منذ عشر سنوات، وهو أكبر كذبة في التاريخ.

وتأكيداً على ذلك فقد قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي، ولم يعلن في ذلك الوقت عن القصف إلاّ بعد إنجاز الضربة وتدمير المفاعل.

والأمر ذاته بالنسبة الى الملف النووي السوري: قصفوه في دير الزور، ثم أعلنوا عن العملية بعد إنجازها..

بينما مع إيران يعلنون أنّهم سيضربون ولا ينفذون، وهذا مستمر منذ عشر سنوات! ما يعني أنّ العلاقة بين نظام آيات الله و«الشيطان الأكبر» هي أكبر بكثير مما يعلنون.

فمؤسّس هذا النظام الإيراني الإمام الخميني جاؤوا به من باريس بهدف افتعال فتنة سنيّة شيعية… وتتأكد صحة هذا الهدف اليوم أكثر من الماضي على الرغم من كل ادعاءات إيران، ونذكر احتلال السفارة الاميركية في طهران من قِبَل الحرس الثوري طوال 444 يوماً… وفجأة وبسحر ساحر ينتهي هذا الإحتلال بعدما صرّح رونالد ريغان المرشح للرئاسة في حينه قائلاً: سأزيل إيران عن الخريطة إذا بقي في السفارة عنصر واحد من الحرس الثوري..

وفعلاً، في ذلك الوقت، لم يعلم أحد كيف ولماذا أخليت السفارة من محتليها وكأنّ شيئاً لم يكن!

اليوم، طبعاً، وبعد تضخيم دور «داعش» وتعظيم شأنها، باتت واشنطن منشغلة البال في كيفية القضاء عليها.

و«داعش»، كما يعرف الكثيرون وذكرنا هنا مرّات عدّة، هي وليدة النظامين السوري والعراقي (أيام نوري المالكي) وبالتالي «داعش» شريكة النظامين وليست عدوّة لهما.

ألا يستوقفنا قولهم مرّة: يلزم شهر لاستعادة الموصل، ومرّة ثانية سنة، وسواها ثلاث وأيضاً عشر سنوات للقضاء على «داعش»…

وبينما ينتظر العالم القضاء على «داعش» يُخشى أن تكون قد صارت في واشنطن.

يبقى أنّه انطلاقاً من أنّ واشنطن تتهم إيران وسوريا والعراق بأنّها «محور الشر» وفي وقت تتهم طهران واشنطن بأنّها «الشيطان الأكبر»… فعلى أي قاعدة سيقوم الاتفاق بين الشيطان الأكبر ومحور الشر؟