مساء أول من أمس، ألغيت كل مواعيدي وتسمّرت أمام الشاشة لأستمع الى ما سوف يقوله الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله عن القلمون، خصوصا وأنه «#راحت_التلة_قبل_الطلة».
صدق توقعي بأنني سأكون أمام شخص ترتسم على محياه معالم الخيبة، لأنه كان سيعلن النصر بعد سيطرة حزبه على تلة موسى الاستراتيجية وفقا لتوصيف الاعلام «الممانع»، لكن التلة أصبحت في خبر كان بعد أن استعادها «جيش الفتح»، ليحرم بذلك نصرالله من نعمة اعلان نصر جديد يضيفه الى سلسلة انتصاراته الوهمية.
.. في الدقائق الأولى، أنصت باهتمام وعلى غير عادة منذ سنوات، الى كلام نصرالله الذي استهله بطمأنتنا أنه لا يزال حياً يرزق وبأنه لا يعاني أي مرض، ثم أعطانا وصفة طبية عن فوائد الليموناضة، تضاف الى الوصفة عن فوائد الصبير والتي أعطاها العميل المجرم الارهابي ميشال سماحة، وهذه الأوصاف تليق بمن ظهر بالصوت والصورة مبشرا بقتل سياسيين ورجال وعلماء دين ومدنيين أبرياء على موائد الرحمن، ومزودا بمتفجرات استجلبها من «بس علي والرئيس».
وبعد الاطمئنان الى صحة «السيد» والاستماع الى مواهبه بعالم الطب، بدأ الحديث عن معركة القلمون التي بدأت وأخيرا بالفعل، وبعد دقيقة واحدة من هذا الموضوع، وجدت نفسي بين يدي هاتفي الذكي، أحادث هذا عبر «الواتسآب» واعلق على نكات ذاك على «الفايسبوك» و«أعمل ريتويت» لثالث عبر «تويتر» وأضع «لايك» لنهفة هي عبارة عن صورة وضعها رابع على «انستغرام» تظهر احتلال «teletubbies» لتلة قلمونية.
وبعد هذه السهوة التي تعبر عن ملل كان قد أصابني، تنبهت الى بعض العبارات التي أطلقها نصرالله، ومفادها:«ان معركة القلمون طويلة وبالتالي فانه على الجنوبيين والبقاعيين بذل المزيد من الدماء التي سال الكثير من مثيلاتها على أرض الغير بعد أن تغير اتجاه البوصلة».
انهى المتحدث قسم القلمون من دون أن أشعر انه اعلن أي انتصار على الرغم من ورود هذه الكلمة الا انها جاءت بصوت خافت مستقطع بشرب الليموناضة. وبعد ان بدأ بشتم الخليج والمملكة العربية السعودية التي زعم انها قصفت مساجد ومقامات، استذكرت فورا مئات المساجد والمقامات ومن بينها مقام سيدنا خالد بن الوليد (رضي الله عنه) والتي دمرها حليف الولي الفقيه، بشار الأسد. عندها ندمت لأنني أضعت بضع سهرات كنت قد دعيت اليها، لكنني عوضت خسارتي بمشاهدة مباراة كرة السلة التي بدأت قبل انتهاء خطاب نصرالله والتي انتهت بانتصار فريق أحبه.