«طلب إخلاء سبيل ميشال سماحة بات جاهزاً في انتظار الوقت المناسب لتقديمه إلى محكمة التمييز العسكرية». هكذا اختصرت مصادر قضائية حال موقوف الريحانية الذي يعدّ الساعات لخروجه إلى الحرية. موعد كان سيحين من دون عامل مساعد، لو لم يطعن في الحكم الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية بسجنه أربع سنوات ونصف سنة تنتهي الأربعاء المقبل، لكنه لا يزال في طور المحاكمة أمام التمييز التي مثل أمامها أمس للمرة السادسة، إنما الأولى استجواباً.
رئيس هيئة الدفاع عن سماحة، المحامي صخر الهاشم أكد لـ «الأخبار»: «بتنا نستطيع تقديم الطلب في أي وقت بعدما بدأ استجوابه». وبرغم تأكيده أن الهيئة لم تحدد موعداً لتقديم الطلب، إلا أنه جزم بأنه سيكون قبل عيد رأس السنة. هذا عن التقديم، ماذا عن القبول؟ المصادر وضعت «الحصول على ضمانات إيجابية لموافقة المحكمة على الطلب»، شرطاً لتقديمه بالنظر إلى «الأجواء المناسبة في البلد».
طوال ساعتين وربع ساعة، استمع رئيس المحكمة القاضي طاني لطوف إلى جزء من رواية سماحة حول التهمة الموجهة إليه بنقل متفجرات من سوريا ومحاولة استخدامها في عمليات إرهابية في لبنان. كرر الرواية التي قدمها أمام المحكمة العسكرية والتي ظهرت بالصوت والصورة في التسجيلات التي وزعها فرع المعلومات لجلساته مع المخبر في الفرع ميلاد كفوري التي عقدها بين 21 شباط إلى ما قبل يوم من توقيفه في 8 آب 2012. اعترف بنقل المتفجرات «من العقيد عدنان في مكتب اللواء علي مملوك من سوريا إلى بيروت بهدف تفجيرها على المعابر الحدودية الشمالية والطرق المؤدية إليها واستهداف المسلحين الأجانب (السوريين)»، لكنه أنكر تهمة «التخطيط لاستهداف الشخصيات السياسية والدينية في الإفطارات الرمضانية والطوائف». كرر الحوار مع كفوري حول تلك النقطة. «ما بدي مشكلة بين الطوائف ويطلع رد الفعل عالعلوية، وبخصوص طبيعة الأهداف أنت ومجموعتك تعلمانها أكثر مني. أنا أصلاً لا أعرف منطقة عكار. وأكدت عليه أن الأهداف يجب أن تكون في المناطق الخالية من الجيش والتي يتنقل المسلحون فيها بارتياح. المسألة مسألة ثقة، بدك تكفي ممتاز وبدك توقّف فيك توقّف، أنا بعمري ما عملت هالقصص».
بهدوء مرت جلسة الإستجواب بخلاف الجلسات السابقة. مرات قليلة، قاطع لطوف سماحة للإستيضاح، لكنه وهيئة الدفاع لم يوجها الأسئلة له، بل حفظاها الى جلسة الإستجواب الثانية التي حددها لطوف في 21 كانون الثاني المقبل. وترجح هيئة الدفاع أن يحضر سماحة إلى القاعة في الجلسة المقبلة من الباب الرئيسي مخلى سبيله.