من الصراع على إقليم الرميل، يبدو أن التنافس بين ابني العم اللدوين، النائبين سامي ونديم الجميل، انتقل الى الساحة الدولية. وفي ما يأتي التفاصيل:
الاثنين الماضي كان «أثرى الأثرياء» في بريطانيا، من داعمي حزب المحافظين، على موعد مع سهرة في فندق «غروفنر هاوس»، في قلب العاصمة البريطانية، دعا إليها الحزب لجمع التبرعات للانتخابات التشريعية. دفع كلّ من المدعوين 15 ألف جنيه استرليني لحضور هذا الحدث الذي شهد مزاداً على رحلة لشخصين الى جزيرة سانتوريني اليونانية مقابل 220 ألف جنيه، وبيع تمثال برونزي لا يتجاوز طوله 20 سنتيمتراً لرئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر بـ210 آلاف جنيه.
ودفع آخرون مئات الآلاف مقابل تمضية إجازات في جزر إيطالية وشاليهات سويسرية واصطياد الطيور النادرة. بين الحضور، كوكبة من أثرياء المحافظين: ميشال فارمر الذي تبرع للحزب بأكثر من 6.5 ملايين جنيه، ميشال هنتز الذي تبرع بأكثر من 3.2 ملايين باوند، لورد فينك الذي تبرع بأكثر من 3.1 ملايين باوند، وغيرهم العشرات.
رحّب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بضيوفه وألقى فيهم كلمة قبل أن ــ وهنا الخبر ــ يغادر المنبر مباشرة إلى طاولة النائب اللبناني نديم الجميل ليستنير منه حول «أوضاع المنطقة والأوضاع السياسية في لبنان». ليس معروفاً بعد ما إذا كان الجميّل دفع 15 ألف جنيه للمشاركة في هذا الحدث، أو أنه رافق أحد المتموّلين اللبنانيين، أو أنه دخل القاعة قبل أن يبدأ الاحتفال. المهم أن الخبر الذي عمّمه الجميّل على وسائل الإعلام يشير الى أن «النائب نديم الجميّل التقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال عشاء أقيم لحزب المحافظين، في حضور عدد من نواب الحزب ووزرائه، وتناولا أوضاع المنطقة والاوضاع السياسية في لبنان. كذلك التقى الجميّل عدداً من النواب والمسؤولين البريطانيين خلال زيارته»! لم يشر الخبر إلى إبداء كاميرون تقديره الشديد لحضور الجميّل، وإعجابه ببلاغته الخطابية ورؤيته الاستراتيجية، وتأثره خلال شبابه بظاهرة الرئيس الشهيد بشير الجميل. إلا أن من يقرأ الخبر يقدّر ذلك، كما يقدّر أن الجميّل وسّع آفاق كاميرون في ما خصّ أزمات الشرق الأوسط ونبّهه إلى الكثير من التفاصيل الخافية على رئيس حكومة الامبراطورية العجوز.
وفيما كان نائب الأشرفية غارقاً في محادثاته مع كاميرون، كان نجم ابن عمه، النائب سامي الجميل، يسطع في مكان آخر. فالنائب المعروف عنه رسم الاستراتيجيات العسكرية لمواجهة «داعش»، وصاحب نظرية «اللاسلكي والناضور» التي باتت تدرّس في الكليات العسكرية، اختارته الأمم المتحدة، وحده من كل العالم العربي، للحديث عن «صحة المرأة، بما في ذلك الأمراض غير المعدية والأمراض العقلية» كما يرد في الشرح المخصص للمنتدى الأول حول صحة وتنمية المرأة على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني. وفي النتيجة، كان الجميّل السياسي الوحيد وسط حشد من الباحثين والناشطين والاختصاصيين، لكنه حصل على صورة له في مبنى الأمم المتحدة، مماثلة من حيث الأهمية الاستراتيجية لصورة نديم التي التقطها بهاتفه مع كاميرون ووزعها مع خبر «اللقاء الخاص» بينهما، فضلاً عن نجاحه في إضافة فقرة مهمة إلى توصيات المنتدى ستنشر في كتاب يراكم فوق آلاف الكتب في أحد مستودعات الأمم المتحدة.