Site icon IMLebanon

سامي الجميّل: أي مكان للنفايات.. إلا برج حمود!

الكتائب» تواجه المطمر.. وشهيب يرد على الصيفي

سامي الجميّل: أي مكان للنفايات.. إلا برج حمود!

في برج حمود المكان الذي وصفه وزير الزراعة أكرم شهيّب بـ«البيئة الموبوءة»، آلاف الأطنان من النفايات المُعبّأة بـبالات بيضاء مرمية أرضاً. أغلبها تمزقت وتقيّأت بعض نفاياتها، بانتظار من يحملها من «الباركينغ» ليُفرغ محتواها في عمق البحر. عند الوصول إلى البوابة الرئيسية للمطمر لا قدرة لأحد على الاقتراب من دون سلاحه: الكمّامة، والا ثمة رائحة كريهة كفيلة بأن تؤدي إلى إغماء من لا يحمل هذا السلاح.

بعيداً من حركة الشاحنات، لا نشاط يُسجل في تلك الناحية. حتى العمال يغرقون في مللهم بعدما استطاع مناصرو «الكتائب» وقف الأعمال لإنشاء المطمر، متسلحين بقناعة بأن ما يُحضّر للمنطقة «مشروع مُدمّر».

يقوم مشروع مطمر برج حمود، الذي تبلغ كلفته 120 مليون دولار على إنشاء سنسول في البحر (حاجز بحري) على مساحة تُقدر بـ577 ألف متر مربع، يمتد من محلّة «السيتي مول» وصولاً إلى مرفأ بيروت، ويهدف إلى ردم البحر وطمر النفايات فيه من دون أي معالجة تُذكر، وفق ما يكشف رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر «الكتائب» في الصيفي.

يؤكد الجميّل أن «المطمر سيضم تلةً من النفايات على ارتفاع 15 متراً عن سطح البحر غير قابلة للاستعمال او الاستثمار، وستُستخدم مع المطمر للتخلص من النفايات على مدى خمس سنوات، لنَترك بعدها أبناء المنطقة يواجهون وحدهم الموت والأمراض والأوبئة».

برأيه فإن «المطمر المُقرر إنشاؤه في الكوستا برافا سيتوقف عن العمل نتيجة قربه من مطار بيروت، إذ إن مديرية الطيران المدني لن تحتمل ما سينتج عن ذلك من عوائق وستطلب إزالته، وبالتالي ستحوّل جميع النفايات لتصبّ في برج حمود»، داعياً «جميع الأحزاب والمواطنين إلى دعم «الكتائب» في مواجهة هذا المشروع الذي يُهدد حياة نحو 350 ألف نسمة».

بانفعال يتحدث الجميّل عن الصفقات التي رعاها مجلس الإنماء والإعمار لتمرير المناقصات والتلزيمات للبدء بمشروع إعداد المطمر، متسائلاً: «كيف يُمكن لدولةٍ اللجوء إلى حلّ مدمّر للبيئة كهذا، في حين أن الحلول الأخرى موجودة ويمكن إنجازها بكلفة أقل؟». هنا، يكرر الجميل ما طالب به الخبراء البيئيون منذ بدء الأزمة، داعياً إلى «تطبيق الخطة الأولى التي وضعها الوزير شهيّب، والتي تقوم على اعتماد لا مركزية النفايات، أي إطلاق يدّ البلديات لإدارة نفاياتها عبر الفرز من المصدر وإعادة التدوير والتسبيخ».

على شاشة ضخمة يعرض الجميّل تفاصيل الحلّ، مشيراً إلى أن «لبنان يُنتج نحو 35 في المئة من النفايات غير العضوية (الورق، البلاستيك، الكرتون..) التي يُمكن إعادة تدويرها في معامل خاصة وإعادة استخدامها، مقابل 45 في المئة من النفايات العضوية التي يمكن تسبيخها في معامل أي تحويلها إلى أسمدة زراعية وبيعها، و20 في المئة من العوادم التي يمكن استخدامها لردم التشوهات التي تُحدثها الكسّارات في الجبال»، موضحاً أن «تنفيذ هذه الخطة لا يحتاج إلى أكثر من ستة أشهر ولا تتجاوز قيمة إنشاء المعامل الـ8 مليون دولار».

يستطرد الجميل غامزاً من قناة وزراء الحكومة: «طبعاً لما بدنا نفكر بالـكوميسيون ما رح نقبل نعمل حلّ بيئي».

إلا أن المفارقة الغريبة في كلام الجميّل تتجلى في دعوته للمحافظة على البيئة وصحة الناس داخل منطقته، فيما يستهتر بها في أماكن أخرى. فعند سؤاله عن كيفية التخلص من النفايات الموضّبة منذ أشهر بانتظار الطمر، والتي بات من المستحيل إعادة فرزها، ردّ قائلاً: «يطمروها بمطارح نائية، ما فيها اكتظاظ سكاني، مثل مكبّ سرار».

تجاهل رئيس «الكتائب» أن كافة المكبات المنتشرة في المناطق النائية عشوائية، وليست سوى نتيجة حتميّة لغياب معامل الفرز والتوعية البيئية، ولها انعكاسات بيئية وصحيّة خطيرة على حياة القاطنين هناك. إذ تبيّن وفق العديد من الدراسات أن موقع مكبّ سرار مثلاً، يُشكل خطراً على البيئة في عكار نتيجة قربه من مصادر المياه الجوفية والينابيع.

ورداً على كلام شهيّب الذي وصف فيه «الكتائب» بـ «الأبواق التي تتكلم من دون جدوى»، قال الجميّل: «يا ريت منرجع لرشدنا يا معالي الوزير»، سائلاً إياه: «هل تقبل بإنشاء مشروع على هذه الدرجة من الخطورة، وأنت كنت وزيراً سابقاً للبيئة، من دون إجراء دراسة تقييم أثر بيئي، من دون فرز للنفايات؟».

وعن رفض شهيّب إنشاء معمل إسمنت في عين دارة وموافقته على إنشاء مطمر في برج حمود، ردّ الجميّل على خطأ شهيّب بخطأ أفظع سائلاً إياه: «شو الأهم محمية الأرز في الشوف أو صحة الناس ببرج حمود؟»!

شهيّب يرد

وقد سارع شهيب للرد على الجميّل بقوله: «إذا كان كلام الجميّل وما يحصل على الأرض من أعمال سيفيده في انتخابات المتن المقبلة، سندعمه في ذلك طبعاً، أما إذا كان عكس ذلك، فسنتكلم في المواضيع البيئية ونفتح جميع الملفات»، خاتماً: «الله يثبّت العقل والدين».