IMLebanon

سامي الجميّل «دبكها» مع مُمثلي الحزب في 14 آذار على خلفيّة مُوافقتهم على تمرير «المجلس الوطني»

لا احد يستطيع ان يقنع الرئيس امين الجميل ونجله النائب سامي الجميل ان «الكتائب اللبنانية» حزب تاريخي بلغ سن الشيخوخة بعدما خدم عسكريته كاملة منذ الاستقلال وحتى مرحلة الحروب الاهلية بعدما خرجت «القوات اللبنانية» من رحمه وابتلع الوليد الساحة المسيحية طيلة الحروب التي تناسلت على الارض اللبناني، وفق الاوساط الكتائبية المعارضة والتي فضلت الخروج من الحزب على قاعدة ان المؤسسة والعائلة نقيضان في اللعبة الحزبية، وكما هو واقع الكتائب اليوم كذلك وضع الحزب «السوري القومي الاجتماعي» و«الحزب الشيوعي اللبناني» اللذين ولدا وشاخا ايضاً معه.

واذا كانا الحزبان الاخيران اي «الشيوعي» و«القومي» يقران بأنهما ودعا الزمن الجميل يوم كان فكرهما قد صنع المقاومة الوطنية التي انتقلت الى كتف «حزب الله»، فان «الكتائب» عبر الجميليين الأب والابن، لا يعترفان ان الحزب قد بلغ من العمر عتياً وللحق يقال، ان «الكتائب» بعد استشهاد الوزير بيار الجميل هي غيرها من بعده، كون الشهيد الشاب نجح في استقطاب الكثير من المحازبين في وقت كان فيه الوالد في المنفى والاخ الاصغر على مقاعد الجامعة، حيث انشأ «حركة لبناننا» وربما بالتوافق مع الرئيس الجميل انخرط سامي في الكتائب مع مجموعته على قاعدة ضخ دم جديد في شرايين الحزب، الا ان النتائج كانت كارثية وفق الاوساط نفسها، حيث امسك سامي بمفاصل الحزب الى حد ان حركة «لبناننا» ابتلعت الحزب ما خلق جواً من التوترات بينه وبين اهل بيته في الدرجة الاولى خصوصاً وان خلافاته مع النائب نديم الجميل ابن عمه، باتت على السطح كون الاخير كتائبي البطاقة وقواتي الهوى، اضافة الى ان خلافات الرئيس الجميل وابن عمه الدكتور بول الجميل الذي شغل منصب نائب رئيس الحزب ايام الوزير السابق كريم بقرادوني انتقلت الى الابناء فنجل بول الجميل رودي الذي شغل مناصب كتائبية عديدة من رئاسة مصلحة الطلاب في الحزب وفي الجامعات خرج من صفوف الحزب على خلفية خلافه مع سامي في القناعات كون رودي الجميل الذي اسس «التيار الديمقراطي» يعتبر ان سلاح «حزب الله» ضمانة للبنان وللمسيحيين خصوصاً بينما سامي لا يوفر مناسبة، الا ويهاجم فيها سلاح الحزب ويعتبره عبئاً على اللبنانيين جميعاً.

وتضيف الاوساط ان الرئيس الجميل ونجله سامي يتوزعان الادوار في اللعبة الحزبية وعلى المسرح السياسي وقد شعرا بطريقة او بأخرى ان الحزب التاريخي بات في حالة حصار اثر انطلاقة ورشة الحوار بين «التيار الوطني الحر» وبين «القوات اللبنانية» من جهة وبين انشاء «المجلس الوطني» لـ 14 آذار من جهة اخرى، وقد حاول الرئيس الجميل فك الطوق تحت عنوان المحافظة على صلاحيات الرئاسة التي بدأت الحكومة تختزلها، على امل ان ينتج عن الاجتماعات التي عقدت وحضرها الرئيس ميشال سليمان ووزراؤه، تياراً يقف في وجه التوافق العوني – القواتي المحتمل، والذي انطلق مجدداً بزخم، الا ان الامر بقي في خانة التمنيات.

وتشير الاوساط الى ان النائب سامي الجميل جن جنونه في جلسة المكتب السياسي الكتائبي في الاول من امس، و«دبكها» مع ممثلي الكتائب في 14 آذار على خلفية نجاح النائب السابق فارس سعيد في تمرير «المجلس الوطني لـ14 آذار»، واصفاً موافقة ممثلي الكتائب على انها طعنة خطيرة للحزب، وانسحب من الجلسة العاصفة ولم يعد اليها الا بعد مراضاته والاعتذار منه عن الموقف، وان موافقتهم تمت على قاعدة ان الكتائب جزء من فريق 14 آذار، فعاد الى الجلسة لكي لا يزيد من الانقسامات الكتائبية، لاسيما وان الصيف قد بدأ بالاقتراب، حيث سيعقد «المؤتمر الكتائبي العام» والذي سيتم خلاله انتقال سامي الى موقع رئاسة الحزب، ليصبح والده خارج الحلبة ليلعب دور المرشد الاعلى للكتائب، وهذا ما يؤسس لمرحلة جديدة من خلافات الجميليين على الميراث الحزبي كون نديم يعتبر نفسه يوازيه في الاحقية ان لم يكن يتفوق عليه في هذه المسألة.