IMLebanon

سامي الجميل خاض نقاشات ساخنة قبل احتفال ذكرى 14 آذار : ضرورة ضخّ دماء شبابيّة في ثورة الأرز لإزالة الإخفاقات

بعد مرور عشر سنوات على إحتفالية 14 آذار 2005 وكل الظروف التي رافقت إنطلاقتها ، يبدو اليوم جمهور وقيادات 14آذار في زمن آخر، حيث برهنت على هذه المقولة الإحتفالية الخجولة» التي عقدت في «البيال» والتي خيّبت آمال- ما تبقى من الجماهير- التي وُعدت قبل فترة بإعادة تقييم لثورة «الأرز» بعد إنفراط عقدها وتفكك كياناتها «الهجينة» أصلا والذي إنفضّ كلٌ إلى هواجسه ومصالحه وتحالفاته .

بعد طول غياب وتمحيص أطل فارس سعيد بفكرة إنشاء «المجلس الوطني» ل14 آذار محاولا إعادة ضخّ الدم في شرايين الحركة «الميتة سريريا « في محاولة أخيرة لإيجاد دور أو حجز مقعد في القطار الذي يبدو انه لن ينتظر من يتأخر عن اللحاق به فكانت «صرخة الوجع » التي أطلقها فؤاد السنيورة أو «الإستغاثة» التي دلت على عمق المأزق الذي يعيش و«نار» الوحدة التي يعانيها بعدما تفرق عنه شمل الأصدقاء والحلفاء وحتى الإبن البارّ .. سعد الحريري .

تقول مصادر مقربة من حركة 14 آذار بأن نقاشات حامية الوطيس قد جرت إبان التحضير لكواليس إجتماع «البيال» وتحديدا من النائب سامي الجميل الذي سجّل إعتراضه على كل مسار الأمانة العامة وخطابها الذي هو خارج سياق الزمن وبرأيه إن الحركة تحتاج إلى لغة جديدة تضخّ الدماء في جسد شباب «ثورة الأرز» وتزيل عنهم إحباطات وإخفاقات السنين الماضية ، التي لم يروا فيها أي تحقيق للوعود التي قُطعت لهم بل على العكس، فإن الكثير من أقطاب هذه الحركة قد تفرقوا وفق أجندة ومطامع خاصة، مما أظهر حركة 14 آذار وكأنها حدث «إنفعالي» فرضته لحظة إغتيال رفيق الحريري وإسقاط حكومة عمر كرامي في الشارع وكنتيجة طبيعية الخروج السوري من لبنان .. وكفى!

إعتراض حزب الكتائب كان له مبرراته وهواجسه تضيف المصادر، حيث يطمح النائب الشاب أن تكون الولادة الجديدة لـ14 آذار مختلفة تأخذ بنظر الإعتبار التغييرات الداخلية والإقليمية التي طرأت على المشهد السياسي في لبنان والدول المجاورة إضافة إلى المفاوضات الإيجابية حول النووي بين الولايات المتحدة وإيران والتي تُظهر تفوقا ديبلوماسيا وعسكريا في ساحات مختلفة تجعل من أخصامها «اللبنانيين» في موقف صعب.

لعل هذا الإدراك الذي توصل له النائب الجميل يوحي بانه يقرأ اللحظة السياسية بعمق كما إعتاد والده الرئيس الجميل ان يفعل ذلك على حدّ قول المصادر، عندما حافظ على «الخصومة السياسية» ولكنه لم يصل حدّ «القطيعة» مع أحد وحتى في أدق الظروف وأعلى مراحل «النشوة» التي عاشتها ثورة الأرز وهو ما دفع سامي الجميل لتسجيل تحفظاته وملاحظاته على بيان «البيال» ولكن «ديكتاتوري» الرئيس السنيورة أحالت هذه التحفظات إلى زمن آخر بإنتظار «حلم » إنقلاب الصورة وعودة صورة 14 آذار2005!

في مشهد آخر من الإحتفال بذكرى 14 آذار كان الجنرال عون يتلو خطابا شبهته أحد قيادات 8 آذار بأنه خطاب «القسم الرئاسي» وما جاء فيه يؤشّر على «المسار» الذي إنتهجه الجنرال وحسم خياراته بالوقوف في محور «المقاومة «ضد إسرائيل وفي دعم الجيش اللبناني ضد الإرهابيين وبذلك يكون قد ردّ على خطاب «البيال» الذي أغفل السنيورة فيه ذكر «مقاومة «إسرائيل ودعا إلى سلوك طريق «المفاوضات» «التافهة» كما أنه -وعلى حياء- يدعم الجيش.. ويدعم في الوقت نفسه «التسوية للإرهابيين» الذين تطاولوا على الجيش ( المطرب الإرهابي فضل شاكر ) وفي المحصلة يكون خطاب الجنرال عون- الأقوى حاليا- يتبع سياسة مدّ اليد للجميع مقابل الخطاب «العدائي» الذي يستخدمه الطرف «الضعيف «حاليا وكأنها صرخة إنهزام وإستغاثة يطلقها هذا الفريق لعل هناك من يسمع.. في البعيد!

وبعيدا عن «البيال» كان سعد الحريري يعيش خارج عالم 14 آذار اللبناني فهو من خلال جولاته لبعض الدول العربية إنما يستعيد صورة والده الراحل رفيق الحريري الذي كان يتابع شؤون لبنان من الخارج لإدراكه بأن السياسة المحلية والقرارات الفعلية إنما «تطبخ» في الخارج وعليه فإن الأبن هو سّر أبيه ويسير على خطى الوالد حيث يتماهى مع التطورات الإقليمية وهذا هو تفسير كلامه عن إيران وضرورة الإنفتاح عليها خلال زيارته الأخيرة لمصر ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موفدا من السعوديين، الذين أيضا يُجرون مراجعة «هادئة» للعلاقة مع الجمهورية الإسلامية بعد تغيّر «الوجوه» الحاكمة في السعودية والمرونة «الجدّية «في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، كل هذه المعطيات جعلت «صراخ «البيال لا يسمع سوى في أرجائه فقط ، وإن وصلت تردداته إلى عين التينة فكان الردّ من الرئيس بري ..بأن القافلة تسير….

ماذا حقق 14 آذار من تجمعه الأخير؟ سؤال يطرح نفسه ويجيب عليه مقربون منهم لقد أُطلق «المجلس الوطني» وهو النسخة الجديدة من «الأمانة العامة» المحكومة بالفشل وإن كانت بعض التحليلات تشير أنه أنشىء بناء على توصيات قواتية لهدفين : الأول إحراج تيار المستقبل وتحديدا سعد الحريري على البقاء داخل مؤسسة 14 آذار وكي لا يشرد بعيدا أكثر والهدف الثاني هو ضمان تمويل مادي جديد يلزم ايضا الحريري على تمويله كونه الأبن الشرعي لثورة الأرز «ومجبور» بمواليدها الاحياء منهم والأموات !

يختم مصدر متابع بانه هذا حال 14 آذار اليوم ، والتي صدرت «وثيقة وفاتها» بعد الخروج السوري من لبنان حيث لم ينفع بعدها أي محاولة لنفخ الروح في جسد ميت.. وما يقوم به -ما تبقى من أبطالها اليوم إنما العيش في زمن آخر .. غير شهر آذار !