IMLebanon

سامي الجميل… خسر الكثير وربح الوزارة!

حلّ خطاب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل الأول من أمس بمثابة صفعة لمعظم الكتائبيّن الذين وثقوا بممثلهم الشاب الى حد الايمان، ليأتي ويخذلهم للمرّة الثانية على التوالي بفترة وجيزة.

فبعد تنازله في أيلول الماضي ورفع الاعتصام في مكب برج حمود والقبول بالسير بمطمر «سيؤدي الى كارثة بيئية تمتد لسنوات» بحسب تعبيره، ها هو في الأول من أمس يشيد بشخصيّة الرئيس العماد ميشال عون القوية وبالعلاقات الطيّبة التي ربطت «الكتائب» بـ «التيار الوطني الحر» حين خاضا معركة ضارية ما بين الاعوام 1990 و2005 في وجه الوجود السوري في لبنان، هو الذي رفض الدخول في المساومات الرئاسيّة على حساب مبادئه وردّد دوماً أنّ «عون ليس المسيحي الأقوى وإنّما المسيحي الذي يريده حزب الله». ومما قاله الجميل: «ان الرئيس العماد ميشال عون هو رجل المفاجآت وصاحب شخصية قوية وان طريقة مقاربة الامور تتغيّر بوصول الشخص الى سدة المسؤولية وكلام الرئيس عون اليوم انفتاحي وايجابي».

نعم، تفاجأ الكتائبيّون الذين سجّلوا اعتراضهم على وصول رئيس للجمهورية من تحالف 8 آذار، وشعروا أنّ قائدهم تركهم في نصف الطريق وعاد ليحصّل حقيبة من هنا او منصب من هناك قبل فوات الأوان.

أسئلة كثيرة تجول ببال كل كتائبي يعشق حزبه، لماذا تراجع الجميل الآن.. ولم يرَ ايجابيات عون وقت طلب منه انقاذ الأزمة المسيحية والتضامن مع «القوات» و«التيار» تحت مظلّة بكركي لايصال رئيس «قوي» من الأقطاب الموارنة الأربعة؟ والأهم ان كان عون في الأمس القريب لا يصلح لرئاسة الجمهورية بحسب الجميل، لماذا لم يبقَ على موقفه خصوصاً بعدما رفض حتى التصفيق للرئيس المنتخب فور اعلان فوزه في المجلس النيابي…

نعم، خبية الأمل أصابت معظم الكتائبيين خصوصاً الشباب منهم الذين توقعوا من رئيسهم عدم القبول بالمشاركة بالحكومة وتسجيل موقف اعتراضي على القبول بوزارة باهظة الثمن.. لا الاشادة بالرئيس والاعلان – مع تبريرات عدّة لم تعد تخرق عقل المواطن – في الخطاب عينه بالمشاركة بالحكومة.

والسؤال الذي يدور حالياً بالبال هل خسر سامي الجميل شيئاً فشيئاً شعبيته وربح وزارة موقتة؟… سؤالٌ سيجاوب عنه الوقت…