كان لافتا لاوساط سياسية لبنانية اللقاء الذي عقده رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع سفراء مصر والكويت والامارات العربية (ولظرف خاص اعتذر السفير السعودي الذي كان مدعوا للقاء) في معراب… وحسب البيان الصادر عن اللقاء انه كان مناسبة لعرض الاوضاع السياسية والمعيشية والاقتصادية في البلاد..
بعض هذه الاوساط توقفت عند هذا اللقاء لتقرأ في خلفياته واستهدافاته ولترى فيه اكثر من مؤشر الى ما آلت اليه مفاهيم الدولة والسيادة عند احزاب ما فتئت تتحدث عن السيادة والاستقلال والدولة والمؤسسات…
برأي هذه الاوساط ان هناك عدة مؤشرات خطيرة ابرزها:
اولا – ان اصحاب شعار الدولة والسيادة هم اول واكثر من مسوا بهذه السيادة واعتدوا على صلاحيات الرؤساء والمراجع المختصة وان من يدعو السفراء محصور برئيس الجمهورية او وزير الخارجية وليس من حق حزب او تيار ان يناقش شؤونا داخلية مع سفراء نيابة عن الجهات الرسمية المخولة بذلك.
ثانيا – ان خرق الدستور والقوانين المرعية الاجراء بات أمرا يتكرس في الحياة السياسية لا سيما في ما يتعلق بحركة السفراء والدبلوماسيين الذين يجولون على الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية ويناقشون معهم شؤون البلاد الداخلية.
ثالثا – ان الحزب الذي يرفع شعار الدولة والسيادة والاستقلال يمنح لنفسه حق التداول بالشؤون اللبنانية الداخلية مع سفراء عرب واجانب وعندما يتعلق الامر بالسفير السوري او الايراني يصبح اللقاء بهما خيانة للسيادة والاستقلال. فيحق له ما لا يحق لغيره.
وتضيف هذه الاوساط السياسية ان رئيس القوات اللبنانية بهذا اللقاء يعتبر بشكل ما انتقاص من المؤسسات الرسمية المخولة وانه عندما يتحدث عن بناء المؤسسات والدولة حري به ان يكون أول من يطبق في سلوكه السياسي هذا الشعار وليس الانتقاص منه، لكن عندما يتعلق الامر برئيس حزب اعتاد التواصل مع مرجعيات خارجية ومناقشة امور البلاد الداخلية معها فمن شأن ذلك ان يخفض منسوب المصداقية لديه وصدقية الشعارات المرفوعة والتي باتت مجرد عناوين فارغة من المضمون،ذلك ان البوصلة حينئذ لا تتجاوز المصلحة الحزبية الخاصة لهذا الفريق والتي تعلو فوق اية مصلحة أخرى.