Site icon IMLebanon

السيد نصرالله يتوّج د. جعجع أكبر زعيم لبناني  

 

 

لا نظن أنّ غاية السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير كانت تتويج قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع كأكبر زعيم مسيحي في لبنان.

 

نقول هذا الكلام لأننا نعتبر أنّ ما حصل في عين الرمانة، كان خطأ كبيراً، خاصة وأنّ هناك تاريخاً لتلك المنطقة. ومن لا يعرف التاريخ، لا يمكن أن يرى المستقبل، إذ إنّ أحداث الحرب الأهلية اللبنانية بدأت منذ حادثة البوسطة بتاريخ 13 نيسان عام 1975 وتحديداً من منطقة عين الرمانة. من ناحية ثانية علينا أن ندرك أيضاً أنه وطوال الحرب الأهلية أي منذ عام 1975 وحتى تاريخ الوصول الى اتفاق الطائف عام 1990 كان هناك عنوان كبير اسمه خطوط التماس، والأدق الخطوط الحمر… إذ من غير المسموح لأي فريق أن يتخطى المنطقة المسموح له بها، وهذه الحكاية بقيت لمدة 15 سنة ولم تتغيّر.

 

لذلك عندما قُرّرت المسيرة نحو قصر العدل، وهذا حق لا يمكن لأحد أن يناقش فيه، لكن يبقى السؤال: لماذا وصلت المسيرة الى شارع الفرير وسيدة لورد وزاروب مركز شبلي؟ «هيدا يلي كان بلش يصير» وبعدها إحكام السيطرة على الأحياء المجاورة لشارع سامي الصلح الممتدة من رأس خط فرن الشباك وموقف السجل العدلي مروراً بكلية الفنون وصولاً الى أطراف رأس الشارع العريض.

 

باختصار لكل تلك العناوين نقول: لماذا وصلت المسيرة الى مدرسة الفرير؟ هذا أولاً.

 

ثانياً: من ناحية ثانية يتهم السيّد حسن نصرالله «القوات اللبنانية» بأنها دعمت داعش والنصرة في سوريا… وهذا كلام غير دقيق.. إذ لا توجد إمكانيات مادية عند «القوات» لتدعم أحداً..

 

كذلك يقول السيّد:

 

ثالثاً: لولا وجود الحزب العظيم في سوريا لما بقي مسيحي في سوريا!

 

نريد أن نقول للسيّد: إنّ الوجود المسيحي في الشرق هو قبل الوجود الاسلامي.. والقدس وفلسطين هي أساس الديانة المسيحية… فالوجود المسيحي في الشرق هو أساسي وهو ليس بحاجة الى الحزب العظيم، ولا لأحد للدفاع عنه.

 

ونقول بصراحة: إنّه في بلدنا الحبيب لبنان لولا الوجود المسيحي لكان مثل صنعاء في اليمن، فالحضارة والثقافة والتقدّم والأزياء والجمال للمسيحيين الفضل الأول بوجودها. وهذا تاريخياً حيث كان العثمانيون يأخذون المسلمين الشباب الى الجندية، بينما كان المسيحيون يذهبون الى المدارس التي أنشئت وبخاصة الارساليات التي علمت أولادنا… هذا التفوّق في التعليم سببه المسيحيون… لذلك، وبفضلهم أصبح لبنان مدرسة وجامعة ومستشفى وأجمل بلد في العالم فأطلق عليه لقب «سويسرا الشرق».

 

وبالمناسبة نحب أن نذكّر السيّد انه قال عندما أرسل قواته الى سوريا، إنّه يرسلها للدفاع عن الأماكن المقدسة وبالأخص مقام السيّدة زينب… فلماذا غيّر رأيه؟ ولماذا يقول إنه أرسل مقاتليه للدفاع عن المسيحيين؟ والسؤال الكبير من الذي طلب منه أن يرسل قواته الى سوريا؟

 

رابعاً: يتحدث السيّد عن تحالفه مع فخامة الرئيس ميشال عون، وإنّ الحزب كان وفياً لوعده لفخامته… هذا صحيح، ولكن نسأل السيّد ونحن في نهاية السنة الخامسة من العهد: هل كان قراره صحيحاً؟ وهل أنّ ما وصلت إليه الأمور الاقتصادية والاجتماعية والمالية في لبنان تنال رضاه؟ وهل هو مقتنع بها؟ وهل حصل في أي بلد  بالعالم ما حصل في لبنان في القطاع المصرفي؟

 

والسؤال الكبير: من يتحمّل المسؤولية: فخامته أم الحزب العظيم الذي ألغى من ثقافته الثقافة السياحية واستبدلها بثقافة الموت؟!

 

كل هذه الأمور تدعو الى التساؤل من هو المسؤول عنها؟ هل سمير جعجع هو المسؤول، أم «القوات»، أم فخامة الرئيس، أم الحزب العظيم أو ثقافة الموت؟

 

خامساً: التحالف بين «القوات» وأميركا والمملكة العربية السعودية يعود على اللبنانيين بالخير والأموال والحضارات والثقافة والعلم، بينما التحالف مع الدولة الاسلامية الإيرانية يعود علينا بثقافة الموت والقتل والتدمير.

 

يا سيّد انظر ما حصل في سوريا، وما حصل في العراق، وما حصل في اليمن وما حصل في لبنان.

 

في المقابل انظر ما حصل في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي… إذ يكفي أنّ تلك الصحارى تحوّلت الى جنة، وللأسف بسبب مشروعكم: مشروع ولاية الفقيه، الجنة في لبنان تحوّلت الى جهنم كما قال فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون حليفكم العزيز وصهره الأعز.