يعبر مسدس النائب القواتي بيار ابو عاصي المحشو بالرصاص مع طلقة في بيت النار والذي دخل فيه الى اجتماع مجلس النواب عن مدى خشية القوات اللبنانية من رد فعل محتمل سواء من حزب الله او من حركة امل، رداً على مجزرة الطيونة. فالقوات وضعت في حسابها رداً رغم الخطاب الهادئ لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله. وهو هدوء طلبه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال اجتماعه الاخير مع الرئيس نبيه بري وهما شددا على تجنب تصعيد الامور.
بأي حال يمكن وصف مجزرة الطيونة مهما كانت الروايات بأنه خطأ فادح ارتكبه رئيس القوات سمير جعجع الذي يقال إنها اشرف شخصياً على عمل القناصين الذين نشرهم على اسطح المباني العالية، واستغل خبرته في القنص ضد المدنيين الآمنين والابرياء. فقد كان جعجع يظهر دائماً برجل السلام، واعتذر من اللبنانيين جميعاً عن مرحلة الحرب الأهلية وما رافقها من قتل وتدمير، حتى ان شعبيته وصلت الى المسلمين وليس فقط المسيحيين وقال عنه جنبلاط في عز قوة ١٤ آذار لقد تغير جعجع. لم تخل اي مقابلة او تصريح الا وكان رئيس القوات يركز على السلم والامن واظهر القوات كحزب لبناني مئة في المئة يدافع عن وطننا بإخلاص وحكمة. وكان همه رئاسة الجمهورية منافساً رئيس المردة سليمان فرنجية وجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر مع انعدام حظوظ الاخير. لكن فجأة انقلب المشهد بعد حادث الطيونة فقد انتاب الغضب الجهة المقابلة واجتمعت كل قوى ٨ آذار على رفض جعجع كما ان قسماً كبيراً من المسيحيين انتابهم الحذر والشك مع الاخذ بعين الاعتبار خصومته مع التيار الوطني الحر. وبذلك أصبح رئيس القوات وحيداً وبعيداً عن كرسي بعبدا.