Site icon IMLebanon

جعجع معزولاً بمعراب، بلا حليف أوصديق يبحث عن ماذا؟

 

بعد تفكك تحالفه مع تيار المستقبل وتردي العلاقة مع الحريري

 

تسبب عزوف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة بقلق واضح لدى حليفه السابق، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أكثر من باقي الحلفاء السابقين للتيار، لوجود تداخل وتأثير فاعل لناخبي المستقبل، في العديد من الدوائر الانتخابية التي يخوض فيها مرشحي القوات الانتخابات النيابية.

 

حاول جعجع جذب الناخبين السنّة الى جانبه بالادعاء، بأنهم يؤيدون طروحاته، وخطه السياسي المناهض لسلاح حزب الله، ويرفضون ممارساته اللاشرعية بمصادرة مؤسسات الدولة.

 

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية يسعى الى ردم الهوة التي تسببت بها ممارساته السيئة، وسياسته المصلحية المتقلبة بالتعاطي مع الحريري، في المحطات والاستحقاقات المهمة التي شهدها لبنان طوال السنوات الماضية، ولاسيما منها الملابسات التي احاطت بانتخابات رئاسة الجمهورية بعد تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والذي مهد الطريق لوصول عون للرئاسة، وعلاقة المد والجزر التي سادت العلاقة بينهما، بحكومتي الرئيس الحريري في بداية العهد الحالي، وانحدار هذه العلاقة نحو الأسوأ، بعد رفض القوات تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، قبل تشكيل حكومة حسان دياب، وفي محاولته الاخيرة لتشكيل الحكومة قبل حكومة نجيب ميقاتي.

 

التباكي على مصير المرحلة لم يعد ينفع والاتهامات زوراً باتت بلا جدوى

 

أعتقد رئيس حزب القوات اللبنانية لوهلة، انه بمجرد مخاطبته الناخبين السنّة بهذا الاسلوب، يستطيع تجاوز تداعيات سياساتة السلبية ضد زعيم تيار المستقبل، واقناع ناخبيه، اوبعضهم لتاييد مرشحي القوات بالانتخابات النيابية المقبلة، ولكنه ووجه بردود الفعل الرافضة لدعوته هذه، من كافة مكونات التيار وناخبيه، باعتبار انه لم يعد ممكنا الركون لشعارات ونداءات جعجع، بعد تملصه وتجاوزه، لكل ثوابت التحالف الانتخابي السابق من جهة، ولان هؤلاء الناخبين، يلتزمون بسياسات ونهج زعيم تيار المستقبل دون سواه،، برغم عزوفه عن الترشح، ولن تنفع معهم مثل هذه الاساليب الممجوجة، لابدال توجهاتهم وولاءاتهم السياسية.

 

وردة الفعل الشعبية الرافضة لادعاء جعجع بتأييد السنّة لسياساته ومرشحيه للانتخابات النيابية، كانت، ليس لاظهار الاعتراض على اسلوبه بالتعاطي السيء مع الحريري فقط، وانما للتأكيد من غالبية الناخبين السنّة، بأن هؤلاء ليسوا «غبّ الطلب» للتحالف معه بالانتخابات استنادا، لرغبته، ومتى اراد ذلك، وسعيه لتوظيف هذا التأييد بالداخل والخارج معا، وانما هناك مرجعية سياسية يتبعون لها وملتزمون بنهجها وتوجهاتها.

 

لم تكن ردة فعل الناخبين السنّة بمعظمها ضد جعجع هكذا، من هباء، لانه لو كان يريد بالفعل تجاوز سلبيات سياساته وعلاقته المتردية مع الحريري، طوال المرحلة الماضية، فلماذا لم يبادر الى انتهاز اكثر من مناسبة مهمة، اتيحت له، لإصلاح ذات البين، والتفاهم على أسس التعاون بينهما لمواجهة التحديات الصعبة التي يتعرض لها لبنان حاليا، وفي المستقبل، ومنها آخر محاولة قام بها الحريري لتشكيل حكومة اختصائيين، استنادا للمبادرة الفرنسية، ووجه برفض كتلة القوات بتسميته لرئاسة الحكومة، من دون مبررات مقنعة، بل كان رفض التسمية لدوافع اعتراضية لاظهار القوات بحالة مواجهة، وبموقع مختلف تماما، في حين كان بالامكان التعاطي بانفتاح وايجابية مع هذه الواقعة وتوظيفها بفتح صفحة جديدة بالعلاقات بين الطرفين، ومن خلالها يمكن التحالف بينهما بالانتخابات النيابية المقبلة بلا صعوبات وعوائق .

 

لم تعد تنفع الان كل محاولات، التباكي على مصير المرحلة المقبلة والتحذير من مخاطرها المحدقة، بعد تردي العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية على هذا النحو ولا في محاولة اظهار القوات بموقع التصدي لتفلت حزب الله دون غيره، واتهام المستقبل زورا، بانه الصامت عن هيمنة الحزب على الدولة، لانه لن يؤيد مرشحي القوات بالانتخابات.

 

كان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري حليفا وحيدا لجعجع، برغم كل التقلبات والانانيات التي ينتهجها الاخير، وابتعاد اي طرف عن التحالف معه .في الآونة الاخيرة، اصبح رئيس حزب القوات اللبنانية وحيدا بمعراب، من دون حليف، مسيحي اومسلم من كل اللبنانيين، او حتى صديق صدوق، بعد تفكك علاقته مع الحريري، يمارس السياسية، بالمواعظ وردات الفعل، فهل هذا هو الصواب، بالاداء السياسي؟