قائد «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع يحمل لواء الانتخابات تحت شعار التغيير، وهو يعتبر أنّ الانتخابات ستغيّر كل شيء.
طبعاً نحترم نظرية د. جعجع، ولكن للأسف، فهو سيكتشف أنه مخطئ وأنه ما دام هناك وجود للسلاح، فإنّ كل النظريات تسقط، وأولها نظرية الانتخابات، لأنه مهما فعل الدكتور فإنّ عليه أن يتذكر أمرين:
الأمر الأول: إنّ «الحزب» يقبض مليار دولار من إيران، وهذا المبلغ الخيالي بالنسبة لوضعنا المأساوي يشكل خطراً على كل الحريات وإليكم المثل على ذلك:
1- 13.000 ثلاثة عشر ألف مندوب عن البقاع هو عدد أفراد الماكينة الانتخابية.
2- منطقة جبيل فيها نائب شيعي واحد.. وقد أعلن «حزب الله» ان الماكينة الانتخابية وعدد العاملين فيها 1300، نعم ألف وثلاثماية مندوب.. فالسؤال هنا هل يستأهل فرز 1300 عنصر من أجل ماكينة انتخابية لنائب واحد فقط؟
هذا على صعيد الانتخابات، ولكن على صعيد الخطيئة المميتة التي ارتكبها د. جعجع بحق نفسه وبحق كل اللبنانيين فهي قانون الانتخاب. المشكلة عند د. جعجع أنه يصرّح بأنه لا يريد أن يكون تحت رحمة أو حاجة أي زعيم مسلم. نقول للدكتور… تركيبة البلد عجيبة غريبة وغير موجودة في أي بلد في العالم.. لذلك يا دكتور جعجع هناك في الجغرافيا أمور لا تستطيع أن تغيّرها… وأعطيك مثلاً بيروت الثانية… هناك أكثرية سنّية، لذلك فإنّ الأقلية المسيحية ستكون حكماً مع الأكثرية.
انطلاقاً من ذلك فلنذهب الى موضوع الخسائر التي سيُمنى بها الدكتور جعجع في الانتخابات..
نقول للدكتور جعجع: إنّ أي زعيم مسيحي لا يمكن أن يصل الى الرئاسة إلاّ بالتحالف مع زعيم سنّي والتاريخ شاهد على ذلك…
لقد عرضنا في عدد أمس خسائر الزعيم وليد جنبلاط بعد عزوف الحريري.. واليوم نعرض خسائر الدكتور سمير جعجع نتيجة هذا العزوف وتأثير ذلك على كثير من الدوائر الانتخابية التي تشارك فيها «القوات» مع الطائفة السنّية بشكل عام وجمهور تيار المستقبل بشكل خاص.
نبدأ بمنطقة الشمال الأولى، منطقة عكار حيث حصلت «القوات اللبنانية» مدعومة من تيار المستقبل على نائب واحد في المركز الماروني، هو النائب وهبي قاطيشا الذي لم يترشح لهذه الدورة، والمتوقع في ضوء عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات الحالية خسارة «القوات» لهذا المركز رغم وجودها ضمن لائحة طلال المرعبي وخالد الضاهر.
اما في منطقة الضنية – المنية – طرابلس، أي دائرة الشمال الثانية، فرغم وجود مرشح لـ»القوات» في مدينة طرابلس ضمن لائحة أشرف ريفي لكن حظوظ هذا المرشح معدومة ولا فرصة له بالفوز.
وفي دائرة الشمال الثالثة – البترون – الكورة – بشري – زغرتا فالصوت السنّي هو لاعب أساسي في هذه الدائرة وخصوصاً انه لا يوجد مرشح سنّي هناك، ونظراً للمنافسة الشرسة في هذه الدائرة وعنوانها معركة رئاسة الجمهورية بين جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية، فالأصوات السنّية هي الرافعة لأي لائحة من هذه اللوائح وستحرم سمير جعجع من حاصل رابع في حال تمنعها عن التصويت أو التصويت للائحة أخرى.
وفي دائرة الأولى حيث لـ»القوات اللبنانية» لائحة مكتملة فإنها بحاجة أيضاً للصوت السنّي أي صوت تيار المستقبل لتستطيع الحصول على الحاصل الثاني وإنجاح نائب آخر الى جانب المرشح حاصباني.
كذلك في بيروت الثانية فلا إمكانية لوصول أي مرشح لـ»القوات اللبنانية» من دون الدعم السنّي.
وفي دائرة جبل لبنان الرابعة، فكما حاجة جنبلاط للصوت السنّي أي صوت تيار المستقبل فكذلك «القوات اللبنانية» بحاجة لدعم سنّي لإيصال مرشحها الى الندوة النيابية عبر رفع الحاصل الانتخابي للائحة وضمان وصول مرشحها في هذه المنطقة.
وفي دائرة زحلة، الصوت السنّي هو الأقوى في هذه الدائرة و»القوات» بحاجة لهذه الأصوات كي تضمن وصول مرشحيها الى الندوة النيابية. فتيار المستقبل وحيداً يمكنه أن يؤمن أكثر من حاصلين انتخابيين في هذه الدائرة، والتزاماً بقرار الرئيس الحريري لا يوجد أي مرشح لتيار المستقبل. وبالتالي لن يعطي تيار المستقبل أصواته لـ»القوات اللبنانية» وهي ستخوض معركة حاصل واحد لإنجاح مرشحها…
وفي دائرة بعلبك – الهرمل أيضاً لا يمكن مواجهة الثنائي الشيعي من دون تيار المستقبل الذي يملك ثاني أكثرية انتخابية في هذه الدائرة بعد الصوت الشيعي، وتيار المستقبل أمّن لـ»القوات اللبنانية» الدعم لوصول مرشحهم الى الندوة النيابية وهو انطوان حبشي إضافة الى ممثل تيار المستقبل.. وخسارة حبشي لدعم تيار المستقبل سيحرمه مركزه في انتخابات 2022.
وأخيراً دائرة جزين – صيدا، فمقاطعة تيار المستقبل ترشيحاً وانتخاباً تجعل معركة «القوات اللبنانية» في جزين لإيصال مرشحها مستحيلة، وهي بحاجة لصوت تيار المستقبل لتأمين حاصل واحد يسهّل عليهم وصول أحد مرشحيها ومن دون هذا الصوت تجعل المهمة مستحيلة.
ولم نذكر تأثير أصوات تيار المستقبل في بقية الدوائر الـ15 نظراً لعدم وجود مرشحين جديين لـ»القوات اللبنانية» في دوائر تتشارك قاعدتهم فيها قواعد تيار المستقبل.
وستترك عاصفة عزوف الرئيس الحريري تأثيراً على جميع مرشحي ما سمّي سابقاً قوى 14 آذار، وكذلك بعض المستقلين الذين سيفقدون الدعم المالي واللوجستي الذي درج الرئيس الحريري على تأمينه لهم في جميع المناطق اللبنانية.