IMLebanon

لو يخترق جعجع الجمود بمبادرة

 

كان الاجدى لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، القيام بجهد ما، او بطرح مبادرة بناءة، للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي، وانتخاب رئيس للجمهورية،ولديه أكبر كتلة نيابية مسيحية في المجلس النيابي، بدلا من الدوران في دوامة انتقاد السلطة السياسية، وتوجيه الاتهامات لخصومه السياسيين، ولاسيما المسيحيين منهم، بالمسؤولية عن الوضع الكارثي الذي وصل اليه لبنان حاليا.

لا يختلف اثنان على ان حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، ليست حكومة مثالية، وعدد من وزرائها يقاطعون جلساتها،ولا تلبي حاجات الناس كما يجب، وتقارب الوضع الناشىء عن قيام حزب الله، باشعال جبهة الجنوب اللبناني  ضد قوات لاحتلال الإسرائيلي، بقرار ايراني، انطلاقا من الامر الواقع، وعلى قاعدة «بالتي هي احسن»، وليس كما لو كانت الدولة تمسك بقرار الحرب والسلم، لتفادي مزيد من الانقسام السياسي والخلافات في هذا الظرف بالذات، بينما يعرف الجميع انها ليست المسؤولة بمفردها عن الوضع الناجم عن هيمنة حزب الله على جانب كبير من القرار السياسي للدولة، والناجم عن مجموعة عوامل وتراكمات وتواطؤ محلي واقليمي ودولي.

 

بالطبع تجاهل جعجع عمدا،   التطرق الى مسؤوليته الجزئية، وممارساته السياسية الخاطئة،التي ساهمت في جانب منها بوصول التركيبة السلطوية التي يشكو منها، واوصلت البلاد الى الحالة الجهنمية، وفي مقدمتها ايصاله بيده غريمه اللدود العماد ميشال عون، حليف الحزب المسيحي لرئاسة الجمهورية، ليس لقناعته باهليته  وشخصيته الموثوقة للرئاسة، ولا بالتعابير المنمقة التي تضمنها بيان تفاهم معراب، وانما لقطع الطريق امام انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة فقط لا غير، والدليل سقوط التفاهم حال وصول عون لسدة الرئاسة، وبعدها امتنعت كتلة القوات عن تسمية اي شخصية لرئاسة الحكومة، حتى من حلفائها، كما حصل مع الرئيس سعد الحريري، ومن ضمنهم  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،لاسباب واهية وغير مقنعة.

ومنذ ذلك الحين، يدور رئيس حزب القوات اللبنانية، في دوامة الاعتراض والرفض، حتى العزلة السياسية بعد انفكاك تحالفاته السياسية مع الكتل النيابية والاطراف السياسة الوازنة، واصبح اسير سياسة  الانتقاد الحاد والاتهامات عالية السقف،ضد خصومه السياسيين وغيرهم من المستقلين، عن صواب او  بدونه،فيما يعجز عن الخروج من هذه الدوامة القاتلة، الى رحاب الانفتاح وطرح مبادرة ما، لإحداث ثغرة في جدار الازمة السميك، والمساهمة باخراج البلد من ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وبعدها للنهوض بالدولة من كل الجوانب.