IMLebanon

من هو سمير قصير؟

 

لا شيء يبرر عقد بعض الإتفاقات، وتحديداً تلك التي نحسب ان لا مبرر لها وأن لا منطق لها وانها تخالف كل المعطيات وتنقلب على المواقف السابقة، إلا يقين أحد الطرفين والأقدر على التحكم بمسار الأمور، ان الطرف الآخر وحده دون سواه من القوى الساعية الى السلطة يمكن أن يذهب بعيداً في تنفيذ الأجندة في حين يعجز الآخرون عن ذلك. لذا يعقد معه اتفاقاً يقضي بتلزيمه الشغل الوسخ الذي لا يقوم به إلاه.

 

بالتأكيد تتم مسبقاً دراسة المستهدف من الاتفاق. وبتأن يتم إخضاعه إلى مختلف أنواع التجارب والامتحانات، كأن يُطلب إليه تصفية شقيقه أو صديقه الأقرب، كما في الأفلام العنيفة. وإذا ما نجح في الامتحان يصار الى عقد التحالف معه.

 

ومعروف أن هناك من يبيع ما لديه مقابل الكراسي والمناصب، لكنه يبقي على خيط رفيع يحفظ الحس البشري الطبيعي بغرائزه ونزواته، وبين من يبيع نفسه ويتحول إلى كتلة إجرام، فلا يهزه أن تسفك كل الدماء التي تراق، إن بيده أو بيد غيره. لا يرى إلا هدفه يسير إليه غير عابئ بأي ارتفاع لمنسوب للجريمة في سبيله. فكل من يتم اغتياله او يقتل، كان بالتأكيد يشكِّل عقبة. ومن الأفضل للمشروع ازاحته من الدرب.

 

ويُروى عن صدام حسين قوله ان إبادة نصف العرب مفيدة، لأنها تساهم في نهضة المجتمعات وتخفف من أزماتها وتساهم في انتعاش الاقتصاد والمحافظة على النخبة من الأزلام والمؤيدين والخائفين الخانعين، وتنظف هذه المجتمعات من المعارضين والفقراء الذين يشكلون عبئاً على الدولة.

 

وليس بعيداً، يعتبر بشار الأسد أن سوريا الطبيعية هي سوريا النظيفة من النازحين والمهجرين ويكفيه من بقي ليحكمه ولاية رابعة. ومن لا تنطبق عليه شروط استحقاق لقب مواطن في نظامه ولم ينزح أو يلجأ الى حيث يمكن استقباله، له الأسلحة الكيماوية ومعاقل التعذيب.

 

على سيرة الأسد، يحكي بعض اللاجئين السوريين في لبنان عن قانون عفو صدر بعد الانتخابات السورية الأخيرة المجيدة، فخرج من السجون معتقلون منذ سنوات تتراوح بين الخمس والعشر. اختفت أخبارهم لفترة، ثم أُبلِغَ ذووهم أنهم ماتوا. أقيمت لهم المآتم. وتزوج بعض نسائهم على أساس أنهن أرامل. ومنهن من تزوجن بأشقاء أزواجهن لحفظ اليتامى، لتأتي المفاجأة مع إطلاق سراح من تمت توفيتهم احتفاءً بتجديد عرس الديموقراطية.

 

ولأن الشيء بالشيء يذكر، لا بد من التوقف عند برقيات التهنئة بتجديد الولاية والرغبة بالتعاون الوثيق الصادرة عن كوريا الشمالية وافخاذيا… والعهد القوي، مقابل السكوت عن لبنانيين اختفوا قسراً في السجون السورية، ويرفض النظام الأسدي الاعتراف بهم.

 

وليس غريباً هذا السلوك، فالبعض منا لا يزال يذكر أن رئيس العهد القوي، عندما كان جنرال الرابية، تساءل لدى تبلغه بإغتيال صاحب “ربيع دمشق” و”عسكر على مين؟” على الهواء، قائلاً: من هو سمير قصير؟؟

 

لذا علينا الا نستغرب كيف يمكن لمسؤول أن يبقى مسؤولاً ولا يهز له جفن وهو يشهد موت الحياة في لبنان بكل أشكالها، ولا يرى في جريمة تفجير مرفأ بيروت إلا باباً من أبواب فك عزلة عهده القوي ويجب ان يستفيد منها. ولا يرى في الأزمة الحكومية الا تضحيات وتنازلات من جانبه، ربما تنحصر بمجرد قبوله لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري 18 مرة.

 

وبعد… هل يستقيم الحديث عن مصيرنا في هذا العهد القوي الذي لم يكن يريد أن يعرف من هو سمير قصير؟