المنطقة والعالم في انتظار قمتين على الطريق الى هاوية خطيرة. والقاسم المشترك بينهما هو مواقف الرئيس دونالد ترامب ومضاعفاتها في مرحلة ما بعد الخروج الأميركي من الاتفاق النووي. فما يركز عليه ترامب في القمة الأطلسية هو تشديد الضغوط على أوروبا لفرض عقوبات على طهران. وما في طليعة اهتماماته خلال قمة هلسنكي مع الرئيس فلاديمير بوتين هو الرهان على اخراج ايران من سوريا ضمن تفاهم أميركي – روسي واسع. وما في مقدمات الهاوية صدام ارادات.
ولا أحد يجزم سلفا بما اذا كانت القمتان ستساهمان في تخفيف أو زيادة حدّة اللعب على حافة الهاوية. لكن الواضح هو الانطلاق من موقفين خطرين: اصرار أميركي على خنق ايران اقتصاديا وايصالها الى الصفر في تصدير النفط. وتلويح الجمهورية الاسلامية بأن يكون الرد خنق الخليج وأوروبا نفطيا عبر اغلاق مضيق هرمز. وليس أمرا قليل الدلالات ان يأتي الرد من الرئيس حسن روحاني، وخلاصته: إما ان يصدّر الجميع النفط أو لا أحد. ولم يتأخر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في الاشادة بموقف الرئيس والقول: أقبّل يدك، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الاسلامية.
والحركة الأولى في مضيق هرمز. والموعد المفترض في الخريف حيث تبدأ أميركا فرض العقوبات على الشركات التي تتعامل مع ايران. والسؤال هو: الى أية درجة تستطيع أميركا النجاح في الضغوط على أوروبا وسواها لوقف شراء النفط الايراني؟ والى أي حدّ تستطيع طهران اللجوء الى ما يسمّى عادة خيار شمشون؟ وهو بالطبع خيار شمشون الجبّار في الأسطورة عبر تهديم الهيكل على رأسه ورؤوس الجميع.
ذلك ان اغلاق مضيق هرمز لمنع أي تصدير للنفط هو بداية لا نهاية. بداية صدام بحري مع أميركا التي قد تتسلح بقرار دولي لفكّ حصار شديد الخطورة على مصدّري النفط ومستورديه. وبداية يمكن ان تقود الى عمليات ضد منشآت نفطية، وردود عليها بحيث يصل التصعيد الى سيناريو يوم القيامة: سيناريو حرب واسعة في المنطقة. ولا أحد يخرج من مثل هذا السيناريو رابحا. فالخسائر هائلة بالنسبة الى الجميع، وبعضها من نوع المخاطر على الوجود أو أقله على الأنظمة.
وليس أفضل خيار لأميركا ان تشتبك مع حلفائها لمعاقبة خصم. ولا أفضل خيار لايران ان تصبح فينزويلا جديدة على حدّ تعبير البروفسور صادق زيباكلام. ولا ما ينقص المنطقة هو خريف حار.