IMLebanon

العقوبات لا تصيب إلاّ الشعوب

 

 

العقوبات الأميركية التي تُفرض على أي دولة، يفترض أن تكون موجه الى نظام تلك الدولة لا الى شعبها.

 

فلو أخذنا العقوبات الأميركية التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق عام ١٩٩٠، بعد غزو الرئيس صدّام حسين دولة الكويت لوجدنا أنّ هذه العقوبات الاميركية استندت الى جملة أسباب أهمها:

 

١- وجود أسلحة دمار شامل.

 

٢- وجود إرهابيين في العراق.

 

٣- الشعب العراقي ينادي بالحرية والديموقراطية وبانتخابات نزيهة.

 

٤- كانت أميركا تعتقد أنّ الحرب ستكون سريعة، لأنّ الشعب العراقي سيستقبل الجيش الاميركي بالورود كجيش منقذ يحاول إنقاذ الشعب حسب ما كتبته مجلة «مونتير كريستيان ساينس» Montier christian science حقيقة أنّ ما كتبته المجلة من أسباب أربعة كان كذباً، إذ حصل العكس تماماً:

 

١- لم تجد القوات التي احتلت العراق أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل.

 

٢- الاستقبال كان بالحديد والنار والصواريخ والقذائف لا بالورود والرياحين.

 

٣- لم يكن هناك إرهابي واحد في العراق، ولكن بعد الاحتلال تحوّل العراق الى موطن للإرهاب، ويكفي أنّ إيران استفادت وأدخلت ما يسمّى بالحرس الثوري، وعلى رأسهم قاسم سليماني، ولغاية اليوم يعيش العراق في حروب أهلية لم تتوقف بعد.

 

٤- الحرب لم تكن سريعة، والاستقبال لم يكن بالورود والزهور بل جوبه بالنار.

 

باختصار، انّ العقوبات التي وضعتها أميركا على العراق أصابت الشعب العراقي وأفقرته ودمرت الاقتصاد العراقي، فإلى يومنا هذا يعيش العراقيون في جو من الحروب الأهلية بين الشيعة الذين تحرضهم إيران وبين أهل السُنّة.

 

أما النظام العراقي وعلى رأسه صدّام، فلم تصبه أي عقوبة، بل بالعكس كان صدّام وعائلته والمقرّبون منه يعيشون أجمل الأوقات من الرفاهية والقصور والسيارات الفخمة واليخوت، ويكفي ما تم عرضه من قصور صدّام.

 

لذلك، نصيحة نقولها لأميركا بعد تجربة العراق: إنّ العقوبات على إيران سوف تصيب الشعب الايراني، وقد أصابت هذا الشعب المظلوم الذي يعاني ظلمين: ظلم العقوبات، وظلم رجال الدين أو ما يسمّى بالملالي ومشروع ولاية الفقيه.

 

وبكلمتين: الشعب الايراني اليوم أصبح من أفقر شعوب العالم بسبب العقوبات، وبسبب هذا النظام الذي يصرف المليارات من الدولارات. فعلى سبيل المثال دفعت إيران لـ»حزب الله» منذ عام ١٩٨٢ وحتى يومنا هذا ٨٠ مليار دولار، وهذا كله من أموال الشعب الايراني. كذلك دفعت أكثر من ٢٠٠ مليار دولار لتثبيت حكم بشار الأسد. والله لا أعلم لو صُرفت هذه الأموال على تطوير الزراعة والصناعة كما يقول السيّد نصرالله وعلى البنية التحتية وعلى السياحة، وعلى الشعب الايراني لكانت إيران اليوم كما كانت أيام الشاه خط الدفاع الأول عن أميركا وأوروبا في مواجهة الاتحاد السوڤياتي.

 

نعود الى توجيه هذه المعلومات الى الشعب الاميركي وإلى رئيس أميركا لنقول: إنّ العقوبات تُضْعِف وتفقر الشعب الايراني، وتعزز القبضة الحديدية للنظام… لأنّ النظام الايراني كبقية الأنظمة الدكتاتورية لا يصل فيها الحكام إلاّ بالحديد والنار.

 

عوني الكعكي