IMLebanon

مرامل كسروان مكبّات للنفايات: تشبيح على عين القانون

فتحت أزمة النفايات عيون أصحاب المرامل في الجرد الكسرواني على باب رزق جديد. بعد «أكلهم» الجبال، مشوّهين المعالم وملوّثين الطبيعة والمياه الجوفيّة، جاء وقت «الاسترزاق» من النفايات. فمنذ نحو شهر ونصف شهر، بدأ ر. خ. وشريكه س. ز.، وهما صاحبا مرامل في ميروبا وأمز الكسروانيّتين، طمر النفايات في المحافر التي أوجداها منذ سنين. ينقلان بشاحناتهما الرمل مقابل 500 ــــ 600 دولار، لتعود الشاحنات نفسها محمّلة بالنفايات مقابل 700 ــــ 1000 دولار للنقلة الواحدة، بحسب مصادر في بلدية ميروبا.

وكانت البلدية قد كلّفت ثلاثة حرّاس لمراقبة منطقة المحافر الواقعة على طرف البلدة، ومنع أي شاحنة محمّلة بالنفايات من دخولها، إلا أن الأمر لم يرق لـ ر. خ. الذي اتهم البلدية بتعطيل عمله وقطع باب رزقه، وفيما كان أحد الحراس يقوم بواجباته، فوجئ صباح السبت بسيارتين تعترضان طريقه في الجرد، ترجّل منهما سبعة أشخاص من بينهم الشريكان، وأطلقوا النار عليه واعتدوا عليه بالضرب، فأصيب بشعر في الجمجمة وكسر في الأنف ونقل إلى المستشفى حيث مكث 48 ساعة في العناية الفائقة. بلدية ميروبا تقدّمت بشكوى عاجلة لدى استخبارات الجيش ومخفر الدرك والنيابة العامّة، وخصوصاً أن الاعتداء على العنصر البلدي استتبع بسرق مفاتيح السيّارة البلديّة والجهاز اللاسلكي الخاص بها، كما أرسلت البلدية كتابين لوزارتي البيئة والداخليّة، وتواصلت مع السياسيين الذين يحمون الشريكين، وخصوصاً أن عناصر الدرك لم يتوجهوا إلى مكان الحادثة ولم يعتقلوا أياّ من الفاعلين.

وس. ز. قريب لـ ج. خ.، أحد أشهر أصحاب المرامل في الجرد الكسرواني، الذي يتهمه بعض الأهالي ببيع أحجار المدرج الروماني في محمية جبل موسى (بين ميروبا وأمز)، قبل أن ينتقل إلى ميروبا بعدما ضاقت المساحة الباقية من جبلها به. وهو بنى «مملكة» المرامل الخاصّة به على أطراف البلدة فوق ينابيع المياه الجوفيّة وبحيرات الريّ، مهدّداً حياة الناس من خطر إنزلاقها على بيوتهم وتدميرها، كما يتهمه الأهالي أيضاً بالاعتداء على أراض خاصة، وعلى بعض المشاعات. وتشير المعلومات القضائية إلى صدور أكثر من 12 مذكّرة توقيف بحقه لم تنفّذ أي واحدة منها، كما سطّرت في حقّه غرامات ماليّة لم تدفع حتى اليوم. وهو سجن 72 ساعة فقط بعد اقتحامه بيت أحد الميروبيين بسلاحه مهدّداً عائلته. وقبل شهرين فقط هجم مع رجاله على مبنى البلدية، مهدّداً أعضاءها ورئيسها بالسلاح.