صاحب الأرض ينفي عقد أي صفقة
مكب سرار إلى الواجهة مجدداً
مع تزايد الكلام عن نقل نفايات بيروت وضواحيها الى عكار، وتحديداً عقب إعلان مقررات مجلس الوزراء التي رصد بموجبها مبلغ 100 مليون دولار لمحافظة عكار على أن تساهم بشكل فوري بحل أزمة نفايات بيروت وضواحيها، عاد اسم مكب سرار للتداول بقوة، خصوصاً بعد التصريحات التي أكّدت على قدرة استيعابه لكميات كبيرة كونه يمتد على مساحة أربعة ملايين متر مربع، ولا يتم استخدام سوى عشرة آلاف متر مربع منه حالياً.
وتعلو صرخة أهل عكّار رافضين أي صفقة يتم نقل النفايات بموجبها الى القضاء. ويطالبون بحل أزمة النفايات التي تعاني منها المحافظة أولاً، حيث تضم عكار المترامية الأطراف أربعة مكبات للنفايات: معمل وادي مشمش، مكب بقرزلا، مكب برقايل، ومكب سرار الكائن ضمن وادي سعدين المسجّل باسم «شركة الأمانة العربية».
ويشكو المواطنون من وضع المكبات الحالية وتحديداً تلك القريبة من المنازل، والتي تتسبب بأضرار كبيرة تطال صحّة الأهالي. وهذا بالإضافة الى مشكلة رمي النفايات عشوائياً على جوانب الطرق، تمهيداً لحرقها من قبل البلديات. الأمر الذي يؤدي الى مشكلة بيئية وصحية ويهدّد الثروة الحرجية. ناهيك عن خطر تلوّث المياه جراء تحلل النفايات التي تتكدّس طوال فصل الشتاء، قبل أن يتم حرقها مع بداية فصل الصيف.
وقد بات واضحاً أن ملف النفايات الذي تقع مسؤولية معالجته على أكثر من جهة وتحديداً وزارة البيئة و «مجلس الإنماء والإعمار» من الجانب الحكومي المركزي، والبلديات كسلطات محلية، قد أوكل بشكل تام لبلديات المنطقة واتحاداتها التي تسعى جاهدة إلى تطوير المكب الأساس، وهو مكب سرار، عبر توقيع اتفاقية هبة بين الحكومة اللبنانية ممثلة بمكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية و «مجلس الإنماء والإعمار»، و «المفوضية الأوروبية العامة» بالنيابة عن «الاتحاد الأوروبي» لتمويل مشروع تحديث القدرات في مجال إدارة النفايات الصلبة في منطقتي البقاع وعكار في لبنان.
ويستوعب مكب سرار التابع لشركة «الأمانة العربية» نفايات ثلاث مناطق رئيسة هي: الشفت والجومة وساحل القيطع، فيستقبل يومياً ما يقارب الـ300 طن من النفايات. وقد أقيم في منطقة غير مأهولة، ولا تضمّ أي نوع من المزروعات وبعيدة عن المنازل حوالي أربعة كيلومترات.
ويرفض العكاريون، مبدأ مقايضة الإنماء بنقل نفايات لبنان وطمرها في منطقتهم. وهو ما تجلى بسلسلة الاعتصامات والتحركات واللقاءات التي تشهدها المحافظة.
وينفي رئيس اتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير المعلومات التي تشير إلى استئجار عقار في منطقة وادي حرار القريبة من منطقة برقايل، مؤكداً أنه لم يتم إبرام أي صفقة من أي نوع كان. ويشير إلى أن الموقف الرافض لمقايضة النفايات بالإنماء بات معروفاً، «إضافة الى رفضنا المطلق أن تتحمّل عكار أي حصة من النفايات قبل إعداد الدراسات والجدوى البيئية والصحية وإيجاد مطامر صحية بمراقبة شركات عالمية».
بدوره يؤكد صاحب مكب سرار خالد الياسين «أن كل ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بعض وسائل الإعلام عن صفقة تمّ عقدها مع شركة «الأمانة العربية» هو عارٍ عن الصحة، فنحن لم نقم بتأجير أو بيع أي عقارات تابعة لنا، كما لم نوقّع اتفاقيات مع أي جهة حول موضوع نقل النفايات من خارج عكار الى مكب سرار».
وشدّد على أن «أي شاحنة محملة بالنفايات لم تدخل من خارج عكار الى المكبّ، وبالتالي فإن كل ما أشيع هو مجرد أخبار ملفقة».
كما يلفت الياسين الى أن «بلدية بيروت سبق أن اتصلت بنا بداية الأزمة بهدف التعاون معها، لكنّنا رفضنا عقد أي صفقة في ظل المعمعة القائمة، وقبل تبلور الأمور بشكل واضح والحصول على موافقة المجتمع المحلي من بلديات واتحادات ومجتمع مدني. فما يهمنا هو الحفاظ على عكار وعلى منطقة سرار التي تقطنها عائلاتنا».
حمولة 8 شاحنات في عرسال
فوجئ اهالي عرسال بعد ظهر امس بأكوام كبيرة من النفايات مغطاة بكمية من الأتربة والحجارة مرمية داخل إحدى المرامل في محلة عين الشعب وتقدر كميتها بحمولة ثماني شاحنات كبيرة.
وعلى الفور تجمع اهالي البلدة معلنين رفضهم التام لاستقبال النفايات وتحويل بلدتهم إلى مكب، وطالبوا الأجهزة الأمنية العمل سريعاً للكشف عن هوية الجهة التي تعمل على نقل النفايات من مناطق أخرى وترميها في البلدة ومحاسبة الفاعلين.